الوحدة نيوز/ متابعات:
يعقد مجلس الأمن في الواحد والثلاثين من الشهر الحالي جلسة مخصصة لمناقشة تقرير الأمين العام حول الأطفال والصراعات المسلحة الذي أعده المكتب الخاص بمتابعة إنتهاكات حقوق الأطفال في الصراعات المسلحة وترأسه الأرجنتينية فرجينيا غامبا التي عينها الأمين العام أنطونيو غوتيريش خلفا للجزائرية ليلى زروقي.
وبحسب “القدس العربي فإن مصادر أكدت لها أن التقرير السنوي للأمم المتحدة حول الأطفال والصراعات المسلحة هذا العام ،والذي يغطي عام 2016 بكامله يتضمن، مثل العام الماضي، اسم التحالف العربي الذي تقوده السعودية على “قائمة العار” فيما يتعلق بحرب اليمن لارتكابه العديد من الغارات التي أدت إلى مقتل العديد من الأطفال.
وتابعت المصادر ، أن المملكة العربية السعودية تعترض بشدة على تقرير الأمين العام لإدراج اسمها كأحد منتهكي حقوق الطفل في حرب اليمن.
وتقول العديد من مصادر الأمم المتحدة إن الوفد السعودي في الأمم المتحدة يعمل من خلف الستار لحذف اسم التحالف من القائمة لعام 2016 كما حدث في السنة الماضية.
وفي ذات السياق، المتحدث الرسمي للأمين العام، ستيفان دوجريك حول التقرير وتاريخ نشره، قال إنه لا يستطيع أن يؤكد إلا أن التقرير سينشر خلال هذا الشهر وأنه لا يستطيع أن يتحدث عن محتوى التقرير في الوقت الراهن. وذكرت مصادر مطلعة على الوضع في الأمم المتحدة أن التقرير سيصدر قريبا، إلا أن الوفد السعودى لدى الأمم المتحدة ما زال يجادل المسؤولين بالأمانة العامة ومكتب الأمين العام حاليا حول البيانات والمعلومات ذات الصلة الواردة فى التقرير.
في تقرير هذا العام، الذي يغطي عام 2016، وثقت الأمم المتحدة 502 قتيلا و838 جريحا من بين الأطفال المصابين في حرب اليمن. وذلك وفقا لمقال نشر في مجلة «السياسة الخارجية» في شهر آب/ أغسطس الماضي ورفضت مكاتب عديدة تابعة للأمم المتحدة، من بينها منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) والأطفال والنزاع المسلح، وستيفان دوجريك، المتحدث باسم الأمين العام انطونيو غوتيريس، تأكيد هذه الارقام، قائلين ان التقرير لم ينشر بعد وإن هذه الأرقام لم تصدر عن مكتب الأمين العام رسميا بعد.
ترحيب حقوقي
ورحبت عدة منظمات غير حكومية بإدراج التحالف العربي على القائمة السوداء، ومن بينها منظمة هيومان رايتس ووتش، التي أثنت على قرار غوتيريش وأعلنت: “يتعين على التحالف (العربي) التوقف عن تقديم وعود فارغة، واتخاذ إجراءات ملموسة لوقف هذه الهجمات الفتاكة غير القانونية في اليمن، والسماح بوصول المساعدات إلى من هم بحاجة إليها”.
وأضافت: “إلى حين حدوث ذلك، يجب على الحكومات تعليق جميع مبيعات الأسلحة إلى السعودية”.
وفي السياق نفسه، قالت ممثلة منظمة العفو الدولية في الأمم المتحدة شيرين تادروس: “إننا مسرورون؛ لأن غوتيريش فعل ما فشل فيه سلفه، وأدرك أن هناك عدداً كبيراً من الأطفال قُتلوا بسبب عمل التحالف العربي”.
وفي باريس، رحبت منظمة “أفدي” الدولية لحقوق الإنسان -ومقرها باريس- بالقرار الأممي. كما رحبت به منظمة “ووتش ليست”، المعنية بحقوق الطفل في النزاعات المسلحة -ومقرها نيويورك- وقالت إنه يشكل خطوة هامة في محاسبة المسؤولين عن ارتكاب الخروقات، ومنعهم من القيام بهجمات مستقبلية في اليمن.
وتصنف الأمم المتحدة الوضع في اليمن على أنه أكبر أزمة إنسانية بالعالم، حيث بات 7 ملايين يمني على حافة المجاعة، فيما تسبب انتشار وباء الكوليرا في وفاة أكثر من 2000 شخص.
وأشار التقرير، بصورة عامة، إلى “مستوى مرتفع” من التجاوزات بحق الأطفال عام 2016 في عدد من البلدان، متهما الكيانات المدرجة في ملحقه بتجنيد أطفال واستخدامهم وقتلهم وتشويههم وخطفهم وارتكاب تعديات جنسية بحقهم.
وقال غوتيريش في التقرير: “إنني أشعر بالقلق، خصوصاً إزاء ارتفاع عدد وشدة الانتهاكات التي كان الأطفال ضحيتها في عام 2016 في العديد من البلدان، بما في ذلك المستويات المقلقة للقتل والتشويه والتجنيد والاستغلال، فضلاً عن حظر وصول المساعدات الإنسانية”.
وتابع: “أدعو جميع أطراف النزاعات ومجلس الأمن والدول الأعضاء إلى اتخاذ أي تدابير ممكنة لمنع حصول مثل هذه الانتهاكات”.
وأحصى التقرير خلال عام 2016، ما لا يقل عن 4 آلاف حالة من الانتهاكات المثبتة من جانب قوات حكومية وأكثر من 11500 حالة منسوبة إلى مجموعات مسلحة غير حكومية.
وتم إرسال تقرير غوتيريش مع اللائحة السوداء، الخميس، إلى مجلس الأمن الدولي، الذي يعقد جلسة مناقشة بشأن الأطفال والنزاعات المسلحة في 31 أكتوبر/تشرين الأول.