سلط كتاب إسرائيلي الأضواء على آليات العمل التي يتبعها جهاز الموساد في تجنيد المسؤولين الأمنيين والحكوميين العرب الذين يتوجهون إلى أوروبا بحكم ارتباطات العمل أو للتدريب.
ويتناول كتاب “سيد العمليات” الذي صدر مؤخرا حياة قائد شعبة العمليات الأسبق في الموساد مايك هراري، الذي يوصف بأنه سفاح الموساد، كما أنه يتزامن مع تقارير نشرتها وسائل إعلام إسرائيلية وتحدثت فيها عن “دور العملاء في حسم مصير حرب 73”.
وبحسب الكتاب لمؤلفه أهارون كلاين، فإن الموساد حرص منذ خمسينيات القرن الماضي على نشر ضباطه في العواصم الأوروبية التي يتوجه إليها كبار الموظفين والضباط العرب من أجل تدشين علاقات معهم تفضي إلى تجنيدهم لتمكين إسرائيل من الحصول على معلومات استخبارية بالغة الأهمية عن الدول العربية، لا سيما تلك التي كانت في حالة صراع مع تل أبيب.
وأشار الكتاب إلى أن الفئات التي كانت مستهدفة بشكل خاص هي الضباط الذين كانت الدول العربية تقوم بإرسالهم للانخراط في دورات عسكرية تكميلية في العواصم الأوروبية، والمسؤلون الذين يصلون إما لأداء مهام عمل أو لقضاء الإجازة إلى جانب أعضاء السلك الدبلوماسي العربي.
ونوه الكتاب إلى أن الموساد ركز في البداية على تجنيد أشخاص من الدول التي هي في حالة صدام مباشر مع إسرائيل، لا سيما مصر وسوريا ولبنان والعراق، مستدركا بأن جهود التجنيد شملت مواطني دول أخرى.
وبحسب الكتاب فإن ضباط الموساد كانوا يبادرون إلى الاتصال مع الشخصيات المرشحة للتجنيد من خلال هوية مزيفة تمثل غطاء يسمح بحدوث التواصل.
ويتضح من الكتاب أن ضباط الموساد عمدوا في كثير من الأحيان إلى تقديم أنفسهم للمسؤولين العرب بوصفهم ممثلين عن مراكز أبحاث سياسية واستراتيجية أوروبية، وفي حال وافق المرشح على قبول العرض فإنه يطلب منه تقديم معلومات تتعلق بمجال عمله واختصاصه الوظيفي في بلده.
ويضرب الكتاب مثلا عن أحد الضباط الكبار، كان مقربا من أحد أنظمة الحكم في إحدى الدول المتاخمة لفلسطين، وكان قد توجّه إلى إسبانيا بعد حدوث خلاف بينه وبين حاكم ذلك البلد.
ويشير إلى أنه بعد حصول الموساد على معلومات حول الظروف المتعلقة بوجود هذا الضابط الكبير في مدريد، تقرر أن يتم العمل على تجنيده، سيما بعدما تبين أنه “محب للمال”.
وأضاف الكتاب أن الموساد كلف رئيس بعثة الموساد في أوروبا مايك هراري، بالتوجه إلى مدريد بهدف الشروع في التواصل مع الضابط المذكور، حيث تقرر أن يتم تقديم عرض مباشر له بالعمل بوصف هراري ممثلا لأحد مراكز الأبحاث الأوروبية.
وأشار الكتاب إلى أن هراري فوجئ عندما وافق الضابط العربي الكبير، وقبل بتسليم وثائق عسكرية مهمة عن الأوضاع العسكرية في بلاده خلال لقاء جمعه به في اليوم التالي.
وأضاف مؤلف الكتاب أنه “تأكد للموساد حب الضابط للمال، حيث إنه عندما قام هراري بتسليمه ظرفا يحتوي على 3000 دولار ظل يعد الأوراق المالية أكثر من مرة في ظل وجود مؤشرات التأثر عليه”، منوها إلى أن هذا الضابط تحول إلى مصدر ثري جدا للمعلومات الاستراتيجية عن بلده.
عربي21