كُنت ماشي في شارع الحمرا باتجاه أشهر مكتبة في بيروت. لقد صدرت رواية العراقية الكبيرة الغالية إنعام كجه جي. وهذه من أقرب الناس إلى قلبي. وفجأة قفز شاب أمامي ومنحني قنينة ماء وقطعة كيك. كنت عطشانا وقتها فعلا. لم أستطع الرفض. ولم أفهم حركة الشاب الذي يرتدي الأسود. وقبل أن يذهب قال لي ” رحمة الله عليه”. بعدين ركزت.
إنها أيام عاشوراء وذكرى الحسين. وحين واصلت طريقي إلى هدفي أعدت التفكير في مسألة احترام معتقدات الناس. وحال رجوعي إلى البيت وأنا أسكن في أعمق منطقة شيعية في بيروت ، أوقفني شاب آخر ومنحني “خوخ”. كان يوم الوليمة ومساحة مفتوحة لعابري السبيل وأنا واحد منهم مع أن بيتي هناك. وفي الليل بدأت اُفكر وأنا استعيد اشياء قرأتها للكبير الراحل تودوروف عن مسألة احتقار مُعتقدات الناس. وفتحت بعدها قناة إخوانية يمنية تبث من تركيا فيها شخص مُهرج اسمه محمد الاضرعي يسخر من الشيعة. يشاهده آلاف الناس. مرعب ما يقوم به. لكن جماعة ” الإخوان المسلمون” لا شيء يرتجى منهم، ولا يقبلون نصيحة. ولا يقرأون كلمة.