أظهرتا ايران وتركيا في قضية استفتاء انفصال اقليم كردستان عن العراق، موقفا مناهضا لهذا المسعى حيث وصلتا الى حد التلويح بالتدخل العسكري ضد كردستان..بينما الدول العربية وجامعتها تنظر لما يجري من تقسيم جغرافي وشيك للعراق وكأن الامر لا يعنيها مع ان تحقق هذا الانفصال لن يتوقف عند اقليم كردستان العراق فحسب بل سيتلوه تقسيم كل الدول العربية بما فيها تلك التي تدعم استقلال كردستان.
والملاحظ ان دعوات الكردستانيين للاستفتاء على انفصال اقليمهم عن العراق جاء عقب احراز الجيش العراقي والتحالف الدولي تقدما في تحرير مناطق ومحافظات من تنظيم داعش الارهابي الامر الذي يثير تساؤلات عدة عن اختيار هذا التوقيت بالذات وتؤكد ان مخطط تم حباكته مسبقا وبإمعان يشارك فيه اطراف دولية لتنفيذ اجندة تخدمها ليس الا.
والبديهي ان المستفيد من استقلال كردستان هي اسرائيل التي ستوجد لها في الشرق الاوسط وخاصة الدول العربية الغير المعترفه بإسرائيل، دويلات تعترف بها كدولة وتكون حققت اختراقا دبلوماسيا وسياسيا سينعكس سلبا على العرب والمسلمين ولاسيما دولة فلسطين المحتلة وبالتالي فانها ستتمدد بشكل اوسع على حساب الصراع العرقي والطائفي والمذهبي والتشظي القائم في المجتمعات العربية وستكون اسرائيل وصلت الى مبتغاها وستثبت للعالم اجمع انها اصبحت امراُ واقعاً ودولة وليست كياناً محتلاً.
واذا نجح انفصال اقليم كردستان عن العراق دون ان يحدث اي تطورات عسكرية ضده فان التالي هو جنوب اليمن خاصة وان الادوات العربية وبالتحديد الخليجية التي تدعم استقلال كردستان هي ذاتها في الجنوب اليمني، التي تسعى بجهد حثيث لخلق هويات منفصلة عن الهوية اليمنية الجامعة.
والغريب ان دول الخليجية تعمل بقصد في دعم للمطالبين بلانفصال في اي قطر عربي وهي بهكذا فعل تمهد وتهيئ الارضية لاسرائيل وتوفر لها مناخاً تمكنها من تأسيس وفرض مكانتها في الجسد العربي.
عاصم السادة: انفصال كردستان..وانعكاساته الخطيرة على الجنوب اليمني.
التصنيفات: أقــلام