في استطلاع رأي يعد الأول من نوعه خلال السنوات العشر الأخيرة، كشف 2 من كل 5 مسلمين (40%) أوروبيين أنهم قد تعرَّضوا لمعاملةٍ غير عادلة في أثناء محاولتهم البحث عن عمل أو منزل أو في تلقّيهم خدماتٍ عامة مثل التعليم أو الرعاية الصحية.
وقال نحو 30% من المشاركين باستطلاع الرأي، إنَّهم قد وُجِّهَت لهم إهاناتٍ أو شتائم، بينما 2% منهم قد تعرَّضوا للاعتداء الجسدي على مدار الـ12 شهراً الماضية.
وأُجرِيَ الاستطلاع في أواخر عام 2015 وبدايات عام 2016 من قِبل وكالة الاتحاد الأوروبي للحقوق الأساسية، وشارك فيه 10500 مسلم من 15 دولة، من بينها: فرنسا، وألمانيا، وهولندا، وإسبانيا، والسويد، والمملكة المتحدة، بحسب صحيفة الغارديان البريطانية.
الاسم ولون البشرة والدين
وقال معظم من تعرَّضوا لمعاملةٍ غير عادلة على مدار الأعوام الخمسة السابقة لإجراء الاستطلاع، إنَّهم شعروا بأنَّ تلك المعاملة كانت بسبب اسمهم، أو لون بشرتهم، أو مظهرهم.
وشعرت نحو 40% من النساء ممن يرتدين الحجاب أو النقاب في العلن، بأنَّه كان السبب في تعرُّضهم للتمييز ضدهم عند تقدُّمهن للحصول على وظيفة. وقالت أكثر من 30% من النساء المرتديات ملابس تقليدية أو ذات طابع ديني إنَّهن قد تعرَّضن لمضايقات، وغالباً ما يكون ذلك من خلال تعليقاتٍ أو إشاراتٍ مهينة.
وقال 12% فقط من المسلمين ممن تعرَّضوا للتمييز ضدهم، و9% ممن واجهوا مضايقات، إنَّهم تكلَّفوا عناء التبليغ عن تلك الحوادث. ووَجد الاستطلاع أنَّ 47% من الرجال الذين أوقفتهم الشرطة قالوا إنَّهم شعروا بأن ذلك يرجع لارتدائهم ملابس تقليدية.
وقال مدير الوكالة، مايكل أوفلاهيرتي: “كُل حادثة تمييز وجريمة كراهية تحدث، هي عقبة في طريق احتواء المسلمين وتقلِّل من فرص إيجادهم وظائف. نحن بذلك نخاطر بإقصاء هؤلاء الأفراد ومجتمعاتهم، وقد يكون لهذا عواقب وخيمة”.
يصدر التقرير في وقتٍ تصاعدت فيه حدة التوتُّر الناجم عن أزمة الهجرة في عامي 2015 و2016، وعن سلسلةٍ من الهجمات الإرهابية، وصعود أحزابٍ سياسية مناهضة للإسلام علناً في فرنسا، وهولندا، وألمانيا.
ويقول التقرير إنَّ مسلمي أوروبا، الذين يُمثِّلون 4% من تعداد سكان القارة، يحتفظون بمستوى فوق المتوسط من الثقة بمؤسسات، مثل الشرطة والنظام القضائي، في بلادهم.
وقالت أغلبية المشاركين، بنسبة 78%، إنَّهم “متعلِّقون على نحوٍ وثيق” ببلد إقامتهم وإنَّهم يشعرون باندماجهم في مجتمعاتهم بشكلٍ عام، وقال 92% من المشاركين إنَّهم يشعرون بالارتياح في السكن بجوار جيرانٍ من خلفية دينية مختلفة.
هاف بوست عربي