هل يعلم الحليفان أنّهم قد تسبّبوا في تجويع الناس وتضييق معايشهم بل وفوق ذلك لم يتردّدوا في ترويعهم وإفقادهم الأمان الذي كانوا يشعرون به مع قصف الطائرات المعادية وضربات الصورايخ والقذائف المدمّرة والحارقة في مدنهم وقراهم وطرقهم وكلّ أنواع الحصار.
أجل لقد كان الجميع متعايش مع غارات الأعداء وحقدهم وأزيز طائراتهم وانتقام أسلحتهم التدميريّة وحصارهم يواجهونه بالمقاومة وبالصبر وبالاستعانة بالله وانتظار الفرج.
على أنّ الخلافات بين الإخوة الأعداء قد أفقدت الناس أمنهم وأمانهم الذي شعروا به مع العدوان وباتوا يخافون على وجودهم كلّه وعلى دينهم وعلى سلامهم الاجتماعيّ.
* * * *
بعد جولات من المناكفات والتحدّيات المتبادلة يظهر الزعيم الصالح ولا يغيب عن ناظريه قدر معاناته التي تبدوا على محيّاه ويُطَمْئِن الناس أنه لا يوجد بين المؤتمر وأنصارالله أدنى خلاف إلا في عقول وتمنّيات الأعداء، ويظهر السيّد الحوثي وقد شحب وجهه وفقد بعض وزنه فيحذّر الناس من محاولات شقّ الصفّ الداخليّ وإثارة الخلافات، ويحاول الناس النوم بعدهما لليلة واحدة مطمئنّين ثمّ ينتظرون إجازة العيد أن تنتهي ليبدأ الشريكان ويعيدان بناء تحالفهما على الصدق والتعاون ومنفعة الناس، ثمّ يفاجئونا معا باختلافهم قبل نهاية الدوام لليومين الأوّلين ونعرف أن هناك قرارات تصدر بغير توافق منهما.. لماذا أيّها الحلفاء وبهذه السرعة تخلفان الوعود وتكذّبان أنفسكم..؟
* * * *
ويبدأ الخوف والروع يسكن قلوب الناس من جديد ويصرخون صرخات يسمعها أهل الأرض والسماء إلا الشريكان الحليفان.
أيّها الناس المؤتلفون ـ المختلفون ارحموا عباد الله وارحموا خوفهم ومعاناتهم وجوعهم، لقد استأثرتم بكلّ شيء وتحمّل الناس هذا الاستئثار، وحرمتم الناس كلّ شيء وقَبِل الناس هذا الحرمان وقالوا إنّها الحرب وإنّه العدوان وإنّه الحصار، ولكن أن يصل الأمر إلى هذا الحدّ من الخداع والتناقض والعبث بعواطف الناس وعقولهم فهذا أمر لا يحتمل.
فإمّا أن تتفقوا على ما اتفقتم عليه وتصدقوا الله وتصدقوا الناس وتصدقوا أنفسكم، وإلا فأعلنوا على الملأ انتهاء الشراكة وليتحمّل الشريك صاحب سلطة الأمر الواقع مسئوليّته أمام الله والناس..
وعلى الله قصد السبيل.