حان الوقت لتراجع علماء السياسية والمحللين والكتاب الجادين إلى الخلف، فهذا الوضع العربي العبثي لا يحتاج لمن يأخذه على محمل الجد، ان الأزمة المتصاعدة مع قطر مجنونة لدرجة ان معتوها كدونالد ترامب يبدو العاقل فيها، والأكثر ذكاء.
اذن قطر ماهرة بالاستفزاز وهذا هو المشروع القطري العظيم منذ عقدين، وسخرت كل امكانياتها المهولة للاستفزاز، ولدينا في الجهة الأخرى دولة ضخمة كالسعودية تتصرف كفيل يضرب الأرض ويمكنه تدمير أي شيء امامه، وبحسب ناشونال جيوغرافيك فإن الفيل لا يخاف الا الفار.
ثنائية الفيل والفار عصفت بنا نحن،الم اقل لكم ان التحليل السياسي الجاد لأزمة عبثية ، ليس إلا ضربا من العبث.
دعونا نبتعد قليلا عن التعليق عن وصلة الردح اقصد الرد في أروقة الجامعة العربية صاحبة الباع الطويل والتاريخ الأثير في وصلات الردح السياسي العربية، التي يعقبها حروب ودمار .
دعونا نبتعد قليلا إلى روسيا، هناك إلى ذلك الدب ، المنتشي بانتصاره وبسط نفوذه من جديد وعودته كقوة عظمى ، إلا يفسر هذا إعلان حسن نصر الله انتصاره في سوريا، سوريا التي كانت مضمار اللعب الكبير للجنون الخليجي، الذي احبط الى الابد اي محاولة شعبية خالصة لتغيير الوضع السياسي، تماما كما هو الحال في اليمن، بإحباط التغيير السياسي بالمبادرة الخليجية.
ماذا يفعل الخليج بنفسه وبنا، كل هذه الموارد، التي يمكنها حكم العالم فعليا، والوصول إلى المريخ، مالذي استفادته البشرية من الموارد الضخمة واحتياطي النفط.
اموال بلا حساب لاغنى الدول في التاريخ العربي، توظف للتدمير، لماذا أصبح الخليج عدو نفسه، بعد أن اشهر سيف العداء ضد كل الدول العربية .
هل قطر الان في جغرافية المعزول، والمحارب، والمستهدف من قبل إخواته، وهي التي انطلقت منها الطائرات الامريكية التي دكت العراق.
هل تدور الدنيا بهذه الطريقة الفجة حتى في السياسة، ففي الوقت الذي يعلن فيه المبعوث الدولي لسوريا أن على المعارضة أن تعترف أنها لم تنتصر في سوريا، وتشير الأحداث والاتفاق الروسي الإيراني ، التركي، أن الحرب فعليا انتهت . تبدأ الحرب الخليجية – الخليجية.
هل انتهى الى الابد الخليج الذي كنا نعرفه، مجلس التعاون الخليجي، النمور النفطية الست، هل انتهت الحقبة الذهبية للدول الأكثر استقرارا في المنطقة، الدول المهذبة التي لا يسمح لها صوت تمرد او تغيير ، التي تقلب نظام الحكم فيها بهدوء ملكي.
هل انتهى الخليج العربي المستقر ، وبدأ عصر الخليج العربي المضطرب، خلايا تجسسية، وتهديد عسكري بقلب نظام الحكم، تمرد ، صراع، مقاطعة، حصار، حراك شعبي.
هل يتحمل الخليج الملكي تبعات القادم الاسوأ ، بعد وصول الأزمة الخليجية بالسلامة إلى محطة اللاعودة.
ومالذي سيحدث لنا في الدول المنهارة اصلا، ان كنا لم نتحمل أجندتهم وهم متفقين، فكيف لو اختلفوا. ما تفعله السعودية وقطر بتاريخ البشرية مهين جدا للحفريات ولكل الكائنات الحية والعضوية والعوائق البحرية والرسوبيات التي كونت عبر السنين هذه الثروة النفطية.
حسنا اننا في قلب الكارثة وكلنا سوف نسكت، ونستثمر الوقت لسماع السعودية وقطر وهم يصرخون … اسكت .. لا اسكت انت .
