وزاد المخاوف من نشوب مواجهة عسكرية في شبه الجزيرة الكورية بعد إعلان بيونغ يانغ أمس خططا قد تنفذها منتصف الشهر الجاري لضرب جزيرة غوام التي تقع في المحيط الهادئ وتضم قاعدتين أميركيتين جوية وبحرية بأربعة صواريخ بالستية عابرة، وتهديدات الرئيس الأميركي دونالد ترمب، رغم تأكيد واشنطن أنها لا تزال تغلب الخيار الدبلوماسي.
واليوم الجمعة قالت صحيفة غلوبال تايمز الصينية إن على الصين أن توضح أنها ستلزم الحياد في حال بادرت كوريا الشمالية بإطلاق صواريخ تهدد الأراضي الأميركية وردت الولايات المتحدة.
وأضافت أنه في حال نفذت الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية ضربات عسكرية، وحاولتا الإطاحة بالنظام الكوري الشمالي وتغيير النموذج السياسي في شبه الجزيرة الكورية، فستمنعهما الصين من القيام بذلك.
واليوم الجمعة دعت الخارجية الصينية كل أطراف الأزمة إلى الحذر في الأقوال والأفعال، كما دعتهم للمساعدة في تخفيف التوتر.
من جهته، قال رئيس الوزراء الأسترالي مالكوم تورنبول اليوم إن بلاده ستساعد الولايات المتحدة في حال تعرضت لهجوم كوري شمالي، وذلك بموجب معاهدة مبرمة عام 1951.
وكانت طوكيو قالت أمس إن قواتها ستعترض أي صاروخ كوري شمالي متجه صوب جزيرة غوام الأميركية، لأن أي تهديد لتلك الجزيرة يعتبر تهديدا لليابان ووجودها. وقال كبير أمناء الحكومة اليابانية إن طوكيو وواشنطن متفقتان على تعزيز قوة الردع المشتركة، وكما وجهت كوريا الجنوبية تحذيرا متزامنا لجارتها الشمالية.
توتر وتهديدات
وزاد التوتر في شبه الجزيرة الكورية مع تواتر التجارب الصاروخية التي تجريها كوريا الشمالية، وكان أحدثها إطلاق صاروخين بالستيين عابرين للقارات من طارز “هواسونغ 14” في يوليو/تموز الماضي.
وبلغ التوتر ذروته في الإيام القليلة الماضية بعد العقوبات الجديدة التي فرضها مجلس الأمن الدولي بإجماع أعضائه على كوريا الشمالية، ثم التهديدات المتبادلة التي شملت تلويح الرئيس الأميركي بالردع النووي.
وقال ترمب أمس إن الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون لن يفلت بتصريحاته “المروعة” وعدم احترامه أميركا، وحذره من أن ضرب جزيرة غوام سيعرض كوريا الشمالية إلى “حدث لم ير أحد مثله من قبل”. كما قال ترمب إن التحذير الذي أطلقه الثلاثاء من أن بيونغ يانغ ستواجه “نارا وغضبا لم يرهما العالم قط” إن هي شنت هجوما على الولايات المتحدة، ربما لم يكن صارما بما يكفي.
بيد أن الرئيس الأميركي أكد في الوقت نفسه على أن بلاده مستمرة في الخيار الدبلوماسي لحل الأزمة مع كوريا الشمالية. من جهته، قال وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس إن أي حرب بين البلدين ستكون كارثية، وإن بلاده مستعدة لحرب محتملة، لكنه أوضح أن الجهود الأميركية تركز على الدبلوماسية.
وفي ظل التهديدات التي دفعت دول مثل فرنسا وروسيا إلى المطالبة بمنع التصعيد، من المقرر أن تنفذ القوات الأميركية والكورية الجنوبية أواخر هذا الشهر تدريبات عسكرية كبيرة.
وكالات