حاورته : ايمان عبيد
هناك سوء إداره ساهم في زيادة حجم تأثير الحصار جراء العدوان
بن همام أدار النقدية بمهنية وحرص على تحييد البنك من الصراع
قال الخبير الاقتصادي الدكتور عبدالعزيز الترب إن اليمن ليست فقيرة اقتصادياً، وعلى الحكومة العمل بما هو متاح بإدارة مبسطة وتكاليف أقل وفعالية أكبر».
وأكد الترب في حوار أجرته “الوحدة ” أن الادارة مقصرة على كل المستويات وليست بحجم بطولات الجبهات وانتصاراتها، حتى أكون صادقاً مهنيا، و ظلت القيادة الثورية حتى بعد العدوان تحافظ على وضع الفار هادي وزمرته ولم تشكل أركاناً للدولة مجلس قيادة للثورة أو مجلس رئاسة وحكومة على الفور وظل مسمى مجلس القائمين على الوزارات أي هذا قائم بأعمال والوزير الفار هو الفعلي حتى كثير من الوزارات لم يدخلها الوزير بل ظل حارسا أمينا».
وأضاف الدكتور الترب قائلاً: «يجب التأكيد بصدق على أن الأستاذ محمد عوض بن همام محافظ البنك المركزي اليمني، أدار النقدية العامة بمهنية عالية وحرص على تحييد البنك من الصراعات رغم الصعاب والعراقيل الداخلية والخارجية، لكن علينا مخاطبة البنك الدولي ومطالبته السماح بطباعة الأوراق النقدية بحجم التالف طالما لم يستطع إلزام الفار هادي للإيفاء بتعهداته ودفع رواتب الموظفين، كونها حقاً قانونياً وأخلاقياً فإلى التفاصيل:
< باعتبارك من رجال الاقتصاد اليمني البارزين، كيف ترون الوضع الاقتصادي اليوم في ظل العدوان؟
<< الوضع الاقتصادي العام صعب ويمر بمنعطف خطير جدا من التآمر،إلا أننا نستطيع تجاوز الصعاب وننتصر للوطن كما يحدث يوميا في كل الجبهات .
< ماحجم التأثيرات السلبية لنقل البنك المركزي إلى عدن على الهيكل العام للاقتصاد الوطني؟
<< بالطبع نقل البنك المركزي إلى عدن أثر كثيرا والدليل أننا دون رواتب حتى اليوم وعلى الرغم من التزام الفار هادي المنتهية ولايته أمام المجتمع الدولي وتجار الشنطة من زمرته قد تعهدوا بدفعها.
وحقيقة وانصافا للناس يجب التأكيد بصدق أن محمد عوض بن همام محافظ البنك المركزي اليمني قد أدار النقدية العامة بمهنية عالية وحرص على تحييد البنك المركزي من الصراعات رغم الصعاب والعراقيل الداخلية والخارجية.
< افهم من سياق حديثك ان الغرض كان سياسياً و اقتصادياً حتى لا يصمد الشعب أمام العدوان وجرائمه ؟
<< علينا مخاطبة البنك الدولي ومطالبته السماح بطباعة الأوراق النقدية بحجم التالف، طالما لم يستطع إلزام الفار هادي من الايفاء بتعهداته ودفع رواتب الموظفين كونها حقاً قانونياً وأخلاقياً، بن همام وإدارته ظلت تدفع رواتب الهاربين وحراسة هادي في قصر المعاشيق.
وخلاصة القول أن قرار نقل البنك المركزي ، ولد ميتا منذ اللحظة الأولى ،كون القانون اليمني والأعراف الدولية تشير بما لا يدع مجالا للشك بعدم جدوى القرار.
< ماهي الاجراءات التي تراها مناسبة للتخفيف من تأثيرات القرار ؟
<< علينا سرعة النظر في تشكيل مجلس إدارة ومحافظ للبنك المركزي على الفور، وكذلك العودة إلى نظام الخزانة العامة حتى يتفرغ المركزي لاختصاصاته ،حيث أصبح منذ الوحدة وحتى اليوم صرافاً أمين صندوق الدولة ،واخفق كثيرا في واجباته الفنية والنظر في تشكيل مجلس للنقد والائتمان .
< هل ترى أن هناك سوء إدارة وطنية تساهم في زيادة حجم تأثير الحصار الاقتصادي ؟
<< حتما هناك إدارة مقصرة على كل المستويات وليست بحجم البطولات والتضحيات في الجبهات وانتصاراتها، وحتى أكون صادقاً مهنيا ظلت القيادة الثورية حتى بعد العدوان تحافظ على وضع الفار هادي وزمرته ،ولم تشكل أركاناً للدولة مجلس قيادة للثورة أو مجلس رئاسة وحكومة على الفور ،وظل مسمى مجلس القائمين على الوزارات أي هذا قائم بأعمال والوزير الفار هو الفعلي حتى كثير من الوزارات لم يدخلها الوزير بل ظل حارسا أمينا.
اليوم هناك خلل وكثير من القيادات لا تحترم الأطر العليا في تنفيذ التوجيهات ،فإذا لم يحترم هذا الوزير أو ذاك القرارات في الداخل ، نريد الخارج أن يحترام شرعيتنا من خلال سرعة فرض هيبة الدولة واحترام بعضنا لبعض أو الإحالة للمساءلة والعزل وفقا للقانون .
< كخبير اقتصادي .. ما الإجراءات التي يجب أن تتخذها الحكومة للحد من الآثار الاقتصادية المدمرة على اليمن؟
<< ارساء الدولة واليمن ليست فقيرة وعلينا أن نعمل بما هو متاح بإدارة مبسطة وتكاليف أقل وفعالية أكبر،
المواطن عليه الحد من الشراء غير المبرر والتقشف وشراء ما يحتاجه ولا داع للحزن غير المبرر، كما أن على الحكومة وضع حد لسعر الغاز والبترول الذي وصل سعره إلى 5600، ناهيك من عدة اجراءات كالانتقال إلى اقتصاد السوق التدريجي ،وتظل الدولة مسؤولة عن الأمن الصحي والغذائي وعلينا ترجمة الأقوال إلى أفعال واحترام قراراتنا والسعي إلى تنفيذها على حيز الواقع.
< ثمة تحليلات ذهبت إلى أن أسباب العدوان على اليمن اقتصادية بحتة كالمخزون النفطي .. مامدى دقة هذه التحليلات؟
<< العدوان أراد فرض الهيمنة على ثورة 21 سبتمبر التي حددت طريق السيادة الوطنية ،وهذا جعل الخارج يعجل بشن هذه الحرب حتى يرهق النظام الجديد واتجه إلى سرعة العدوان على اليمن لأن المؤشرات الدولية تشير إلى مخزون احتياطي كبير من الغاز والبترول في هذا البلد.
< ألا ترى أن الإمارات تشارك في العدوان بدافع السيطرة على ميناء عدن الحر ؟
<< الإمارات العربية المتحدة منذ وقت طويل وهي لا تريد لعدن إعادة اسمها في مجال الملاحة وتجارة الترانزيت ، ودأبت الى إعاقة المنطقة الحرة ووجدتها فرصة للهيمنة على الجزر في باب المندب وجزيرة سقطرى.
ولعلك ترى أجزاءً من اليمن محتلة من الإمارات والسعودية في المحافظات الجنوبية والشرقية ،ومن حقنا تحريرها اليوم أو غدا ،كما حررنا أراضينا في الجنوب من المستعمر البريطاني بكفاح مسلح 63 وحتى نيل الاستقلال في 30 نوفمبر 1967م.
< الحروب والصراعات التي تشهدها منطقتنا العربية أثرت على الاقتصاديات بشكل حاد.. إلى أي مدى سينسحب هذا الأثر على المستقبل؟
<< الحروب في المنطقة العربية أرادت امريكا واسرائيل عبر سماسرتها السعودية والإمارات أعادة رسم خريطة الشرق الاوسط الجديد تكون إسرائيل رأس الحربة مع دويلات صغيرة في المنطقة .
< المجتمع الدولي تجاهل الحرب ومعاناة اليمنيين ماتفسيرك لمبررات هذا التجاهل؟
<< استطاعت السعودية والإمارات شراء قرار المنظمات الدولية تجاه ما يجري من عدوان غاشم على الشعب اليمني دون منطق أو مبرر سابق غير تمزيق العراق وسورية وليبيا ولبنان.
إلا أن مع إطالة الحرب علينا بدأت شعوب العالم الحر الضغط في اتجاه حل المشاكل ليس بالحرب والعودة إلى طاولة الحوار والتفاوض، وما يحدث اليوم بين دول الخليج يعجل في كشف الخطط وتصفية مجلس التعاون الخليجي وتمزقه .
< أنت رئيس المجموعة العربية بالاتحاد الأوروبي للتسويق والتنمية EMPA .. في ظل الازمة الخليجية الراهنة ما الآثار والعواقب الاقتصادية لهذه الازمة ؟
<< أزمة الخليج مالم يعاد النظر في أبعادها المهنية سينتهي المجلس ، ويمكن التفكير بهدوء أكثر للحافظ على أمن واستقرار المنطقة.
وبلا شك أن حكام الخليج باستثناء حكيمهم السلطان قابوس يصرفون الثروات ليس لبناء الإنسان وتطوير اقتصاده، بل للحفاظ على كراسي الملك ،وهذا ماحدث أثناء الانتخابات الأمريكية أو عند زيارة الرئيس الأمريكي للمنطقة، وكان يمكن للسعودية، والإمارات وقطر تصفية ديون الدول العربية والإسلامية ووضع الخطط والبرامج لنهضتها وعمرانها .
< ترأس فخريا حكومة بريكس اليمنية ..ما رؤيتك عن مستقبل المنطقة وطريق الحرير الذي تقوده الصين الآن؟
<< طريق الحرير في نظري يحدد معالم الطريق للإعمار والتنمية في العالم ،وستستفيد منه دول المنطقة وعلى اليمن الانطلاق في تحديد مسارها المستقبلي ،الصين تتبنى هذا وعدد كبير من الدول بارك هذا المسار وانخرطت بالانضمام في هذا المشروع.
< في تقديرك وتصورك كخبير في مجال التنمية البشرية ..ماهو مستقبل التدريب في اليمن ؟
<< التدريب في اليمن أساسه الاهتمام بالتنمية والإنسان ،وتحتاج اليمن إلى كوادر وقيادات لمواكبة التطور ولن يتأتى ذلك إلا من خلال برامج تدريب وتأهيل حتى للقيادات في مواقع العمل والإنتاج..>