بعد ان فشل العدو عبر مرتزقته في تمرير مخرجات مؤتمر الحوار الوطني ،والتي كان من ابرزها، الدولة الاتحادية وتقسيم اليمن إلى ستة أقاليم، والتي لم تخضع للمعايير ،الجغرافية، والسكانية والاقتصادية ،بل تم التقسيم على أساس ٍطائفي ومناطقي وقبلي ،وعلى اساس تشطيري يخدم مصالح الدول المعادية لنا .
وكذلك مسودة الدستور التي تم معارضتها من قبل القوى الوطنية الممثلة في المؤتمر الشعبي العام وحلفائه وأنصارالله وحلفائهم.
وعندما شعرت الدول الكبرى ان مخططها قد فشل ،وان مشروعهم لن يتحقق ،وان مصالحهم سيفقدونها، لجأوا الى شن عاصفتهم الإجرامية ضد الشعب اليمني في 26مارس 2015م والآن وبعد اكثر من عامين وثلاثة أشهر من العدوان والحرب التي قتلت عشرات الآلاف ودمرت الحجر والشجر ،حرب لم تبق ولم تذر ،ولكن صمود الشعب اليمني واستبساله افقدهم آمالهم وافشل مخططهم في احتلال اليمن ،رغم الخراب والقتل والدمار والحصار الذي لحق بهم ،ولكن قوى العدوان وعبر مرتزقتهم ضعفاء النفوس من باعوا ارضهم واعراضهم وشرفهم ،من زرعتهم وجندتهم بريطانيا وامريكا ،في الجسد اليمني، وعبرهم تريد تمرير مشروعهم التمزيقي،وهو وللأسف مايسعى العدو الى ايجاده، ويرسم خارطته على الأرض، والتي نعتبرها حقيقة موجودة، من خـــلال ما نلاحظه من تقسيم وتمزيق لليمن .
ففي محافظة حضرموت والتي تعتبر اكبر محافظات الجمهورية اليمنية ،يتم تشكيل مجلس للحكم فيها وتعقد مؤتمرها وتعلن عن مشروع دولة مستقلة إدارياً ومالياً وعسكرياً واقتصادياً، وتتلقى أوامرهاوتعليماتها من قبل قوى العدوان، ممثلة في مملكة بني سعود، ودويلة عيال زايد.
وكذلك محافظة مارب هذه المحافظة التي تعتبر الشريان الذي يمد اليمن بالنفط، والغاز، وهي من الأساسيات لحياة المواطن ولكن للأسف فأنها تقبع تحت وطأة الاحتلال السعودي الاماراتي ،وعبر مرتزقته الذين يتولون إدارة شؤون المحافظة ويستولون على عائدات بيع النفط والغاز والتي تورد لحساب الجنرال علي محسن والمقدشي والعرادة وهم من يحكمونها ويتقاسمون مواردها.
وأخيراً وليس آخراً ما سمي المجلس الانتقالي الجنوبي الذي يترأسه عيدروس الزبيدي المدعوم اماراتيا ً،والذي اعلن نفسه وصيا ًعلى المحافظات الجنوبية وهو من سيدير شؤونها وهو الحاكم والناهي فيها.
ومايجري في محافظة تعز من اعمال قتالية وتدميرية ،ومايمارسه العدوان ومرتزقته في ابناء هذه المحافظة من قتل وسحل وتنكيل،ومايقوم به العدو من زج بالآلاف من ابناء محافظات لحج والضالع في معارك الساحل الغربي في المخاء وباب المندب وذباب ،بغية ضمها والحاقها بالمحافظات المحتله عدن ولحج والضالع ،وهو ماسمعناه مؤخرا ًان العدو الاماراتي يريد عبر هادي اعلان محافظة جديدة تسمى محافظة باب المندب تضم مديريات الساحل في تعز وبعض مديريات لحج ،وجزيرة ميون ،وبعض الجزر في البحر الاحمر ،من اجل احكام السيطرة على الساحل الغربي ومضيق باب المندب .
فالعدو عبر هذا كله يريد ان يخيرنا بين الانفصال من خلال مجلس الزبيدي الانتقالي الذي يطالب بدولة الجنوب العربي ،وبين الدولة الاتحادية،والأقاليم التي فرضها على الأرض من خلال عاصفة القتل ،فما نراه هو واقع معاش ويريد العدو تمريره من خلال سيطرته وادارته على المحافظات التي يسمونها محررة، والتي للأسف ان هذه المحافظات لاتخضع ولا تدين بالولاء حتى للرئيس الفار هادي ،الذين يدعون أنهم يقتلون الشعب اليمني من أجل اعادة شرعيته فكل محافظة أو أقليم يستولي عليه جماعة من المرتزقة والعملاء وينهبون ثرواته .
فعلينا ان نتوقف ونفكر قليلا ًماذا نحن فاعلون ؟ وماهي خياراتنا واستراتيجياتنا حيال هذا الموضوع الذي يريد العدو تمريره ويسعى لرسمه لنا، ويريد ان يضعنا أمام سياسة الأمر الواقع، في أي تسوية سياسية، أو حوارات قادمة ؟
فلا ننتظر اكثر حتى نفقد بريق النصر ونضيع الصمود والاستبسال الذي أذهلنا به العالم، فيجب علينا وكما أعلنها وزير الدفاع مؤخراً، أن المعركة ستتغير من مرحلة الدفاع إلى مرحلة الهجوم ،فقد حان الوقت لتحرير وتطهير كافة المحافظات المحتلة، في عدن وحضرموت وشبوة ومارب وأبين ولحج والضالع وكل شبر من تراب اليمن الحبيب ،وهو ماسيفشل مخطط العدو ،الذي يريد تحقيقه ويسعى لرسمه ويضعنا تحت وصايته وهو من يحدد ويرسم سياستنا ويتحكم في ادارة شؤوننا.
فلاعيش ولا حياة لنا بدون يمن كامل موحد شماله وجنوبه ،وشرقه وغربه..