لقد بات من المسلمات والمعروف لكل ذي بصرٍ وبصيرة ولكل وطني غيور مقدار الحقد والكراهية التي تكنه وتحمله الأسرة الحاكمة في السعودية لأبناء اليمن، لأنه ومنذ تأسست هذه الدولة على أرض نجد والحجاز وهي تمارس الأعمال التخريبية والعدائية في معظم الأوطان العربية والإسلامية وتعمل على زعزعة الأمن والاستقرار فيها وبشتى السبل والوسائل وعلى وجه التحديد في اليمن المتضرر الأكبر من هذه السياسية الشيطانية القائمة على الحقد والعداء والتدمير والخراب والتفجيرات والاغتيالات والوصاية ودعم الجماعات المتطرفة بالمال والسلاح لتنفيذ مخططاتهم التأمرية الحاقدة هنا وهناك.. نعم يدرك المتابع الحصيف حجم العداء التي تكنه اسرة آل سعود للشعب اليمني فمنذ وصول هذه الأسرة الى سدة الحكم في نجد والحجاز استغلت ثروات الشعب لتمزيق وتفريق الصف اليمني وممارسة الوصاية عليه سواء كان في العهد الملكي أو الجمهوري، بل أنها سعت وبكل السبل الى جعل المناطق الغنية بالثروة في اليمن مناطق ملتهبة وغير مستقرة من خلال التفجيرات والاغتيالات مدفوعة الثمن لكي لا يفكر المستثمرون والشركات النفطية والمعدنية في التوجه للاستثمار في اليمن الغنية بالثروات، وليس هذا وحسب بل حاربت التعليم والصحة وغيرها من المجالات تحت مسميات الدعم والتصحيح علاوةً على دفع تعويضات كبيرة لبعض الشركات التي حاولت استخراج بعض الثروات المعدنية في اليمن!! إنهم ينفذون وصية المؤسس في تدمير وتمزيق اليمن ليكون غير مستقراً ولكي لا يعود الي امجاده وحضارته الضاربة في الأعماق بعكس هذه الدولة الفتية، فاليمن قد تطغى على الجزيرة العربية في حالة استقرت وتهيئة لها كل الظروف وقد ذكرت ذلك في أكثر من طرح ومقال وايضا أشار الى ذلك في مقابلة صحفية السفير الفرنسي السابق في اليمن، وبالتالي السعودية عملت وتعمل على تخريب وتدمير اليمن ولم تنتظر كثيرا حينما جاءت لها فرصة ثمينة لتحقيق هدفها الشيطاني المتمثل بالعدوان على اليمن تحت ذريعة محاربة المد الفارسي وإعادة الشرعية المزعومة التي لم تعرف بالعدوان الا بعد يومين، وكانت هذه الفرصة التي تنتظرها السعودية حيث دمرت وتدمر كل شيء في ظل حصار جوي وبري وبحري خانق تجاوز كل حقوق الإنسان والمواثيق الدولية وقوانين الحرب نفسها. والآن وبعد مرور قرابة ثمانية وعشرون شهراً على العدوان السعودي الامريكي الاماراتي البربري الغاشم على اليمن الأرض والأنسان وتدمير كل مقدراته ومقومات الحياة فيه وبعد تشريد قرابة اربعة ملايين نسمة وقتل عشرات الآلاف وجرح اربعة أضعاف القتلى وانتشار الاوبئة والأمراض القاتلة ومنها الكوليرا التي قرابة الإصابات بها ثلاث مائة الف إصابة رأينا السعودية تتجه اتجاه أخر ومنحى عدواني جديد يتمثل في محاربة ابناء اليمن المقيمين فيها والذي يعولون أكثر من 12 مليون يمني في الداخل وذلك من خلال قرارات رفع الرسوم القاتلة على التجديدات والمرافقين تدريجيا.. قد يقول قائل أن المقيم اليمني مثله مثل بقية المقيمين وما يسري عليه يسري على غيره، لكني هنا أقول أن المستهدف هنا هو المغترب اليمني بالدرجة الأولى كونهم من إصحاب الدخول الضعيفة والمتوسطة ولا يقدرون على تنفيذ هذه القرارات غير السوية والتي إن لم يتم التراجع عنها أو التعقل والتروي فيها فإنها ستؤدي حتما الى حرمان قرابة 12 مليون يمني من خلال عدم قدرة المغترب على توفير مصاريف أسرهم في اليمن كون راتبه لا يكف لتجديد له ولمن يعول وفوق ذلك فإن هذه الاجراءات تعد طرد غير مباشر للمقيمين في السعودية وتحت هذه المسميات والقوانين التي ستدر على الحكومة السعودية مليارات الدولارات على حساب أقوات الناس ومعيشتهم ومضايقتهم في ارزاقهم واعمالهم!! فثمة أكثر من 2.5 مغترب يمني سترهقهم هذه السياسة الجديدة وهم أمام خيارين أحلاهم مر بين العودة الى وطن محاصر ومدمر ليس فيه اي مقومات العيش الكريم بفعل العدوان وبين البقاء في السعودية تحت وطأة هذه القرارات الجائرة التي سيعجز الكثير عن الوفاء بها وتنفيذها والتوفيق بينها وبين ما دفعة للاغتراب وإعالة اسرهم في الداخل اليمني أو أسرهم في وطن الاغتراب نفسه، وإذا كان ولا بد من تنفيذ هذه السياسة وهذه القرارات فلماذا لا يستثنى منها موطني اليمن وسوريا وليبيا والعراق الغير مستقرة، وكيف تدعي السعودية أنها مع استقرار هذه الشعوب ومع وحدتها وأمنها وهي تقوم بعكس ذلك تماما؟! وهنا أورد لكم مفارقة عجيبة حيث تقوم بعض الدول الأوروبية والغربية باستيعاب وقبول النازحين من الدول العربية الغير مستقرة تحديداً بل ذهبت بعض هذه الدول الى سن قرارات تمنح النازحين حق المواطنة والى تحديد مرتبات للأطفال وكبار السن، فإذا كانت هذه سياسة الدول غير المسلمة فكيف المفروض أن تكون سياسة المسلمين ومن يدعي أنه وصي وحامي للإسلام والمسلمين؟ للأسف الشديد السعودية التي تتبجح بالوصاية وحماية الاسلام والمسلمين تخالف الاسلام وتعمل عكس تعاليمه بل أصبح اليهود والمسيحيين يتصرفون أفضل منها في الحالات الإنسانية تحديداً، ففي الوقت التي فرضت فيه 100 ريال سعودي شهريا عن كل طفل ومرافق في 2017م تتضاعف بداية كل سنة ميلادية وضاعفت ايضا رسوم التجديد ونقل الإقامات للمغتربين رأينا بعض الدول الاوروبية والغربية تمنح النازحين حق المواطنة وتقرر راتب شهري للأطفال وكبار السن، فكيف هذا الاسلام الذي يدعونه الم يكن حريا بالسعوديين تقليد اليهود والمسيحين على الأقل في هذه النقطة ومراعاة ظروف المقيمين وحالة بلدانهم بالدرجة الأولى، الم تتضح الصورة بعد، فمن الذي يحارب اليمن واليمنيين بل والاسلام نفسه ومخالفة تعاليمه، وهل هذه الاجراءات الظالمة القصد منها تعويض خسائر الحرب أو تعويض بعض ما تم دفعة للولايات المتحدة الامريكية وخصوصا في زيارة ترامب الاخيرة للسعودية؟! أي نعم ثمة من أفنى جل عمره من المغتربين اليمنين في السعودية ويفترض أن يكون قد حصل على الجنسية وانطبقت عليه كافة الشروط الخاصة بذلك لكن ما حصل ويحصل هو العكس تماما مضايقات وابتزازات وبالأخير طرد غير مباشر بفعل هذه القوانين الأخيرة التي من شأنها رفع رسوم التجديد والإقامة والنقل ولجميع أفراد الأسرة وقد بدأت هذه الخطوات من خلال السعودة التي حرمت على الأجانب العمل في كثير من المهن والأعمال وما كانت هذه الخطوة الى أخر مسمار في نعش المقيم في السعودية!! .
عن :” رأي اليوم”