لطالما كانت منطقة الشرق الأوسط من أهم الساحات غنى والتي تزود وكالات الأنباء والأخبار والصحافة بأدسم حدث وأهم الملفات، وهذه الأيام من ضمن الفترات الذهبية لهذه الوكالات التي تعيش على الحدث، الحدث اليوم يأتي مجددا من الشرق الأوسط والسعودية.
منذ بداية عهد سلمان على رأس سلالة آل سعود كان من الواضح أن الأخير يهيأ ابنه محمد لولاية العهد، وبالفعل كان محمد الحاكم الفعلي للسعودية متسلما وزارة الدفاع ومقربا من الملك، ومنذ الأيام الأولى كان حديث المحللين يؤكد أن محمد بن نايف أمام ظروف صعبة في ولاية العهد، وأنه لن يكون ولي العهد الحقيقي خاصة مع استحداث منصب ولي ولي العهد، طبعا كان التوجه في البداية إرضاء بن نايف عبر الحفاظ عليه في وزارة الداخلية مما جعل الأمور تبقى هادئة ولكن تبين لاحقا أن النار كانت تستعر تحت الرماد.
الناشط السعودي مجتهد كان قد أكد ووعد مرارا أن هناك تحضيرا لانقلاب داخل الحكم السعودي، وقد صدق حين تم الإعلان المفاجئ وبالتزامن مع الأزمة السعودية مع قطر عن إقالة ولي العهد الفعلي محمد بن نايف وعزله من كافة مناصبه ليتم تعيين محمد بن سلمان المراهق الذي يطلب السلطة والحرب منذ أيامه الأولى في وزارة الدفاع وولاية ولاية العهد. وبعد ما حصل تبين أن الانقلاب إنما كان يحضر له منذ وقت طويل وبهدوء من خلال تعيينات هادفة خلال العامين الماضيين وقد ساعد بن سلمان في الوصول إلى هدفه عدم تسريب أي معلومات حول ما يتم التحضير له وقد يكون السبب هو الدائرة الضيقة جدا التي كانت تعد للموضوع المتمثلة بسلمان وابنه وقلة أخرى.
ما حصل يحمل في طياته أهمية كبيرة في الظروف التي تمر بها المنطقة خاصة أن بن سلمان شاب متعطش للسلطة والحرب في هذه المنطقة المشتعلة.
محمد بن سلمان هو أول شاب بهذا العمر يبلغ ولاية العهد، وبات هذا المراهق يتخذ أهم القرارات المصيرية للسعودية. وقد تكون أهم قراراته خلال تسلمه وزارة الدفاع هو قرار الحرب على اليمن إضافة إلى زيادة التدخل في الأزمة السورية والدعم المفرط لمجموعات إرهابية كأحرار الشام.
أما سياسيا، فقد تم الكشف في عهد بن سلمان عن العلاقات التي تربط السعودية بالكيان الإسرائيلي ومن المنتظر أن تزداد وتتوطد هذه العلاقات، ومع مصر فقد كان الضغط في صفقة جزيرتي تيران وصنافير من أهم الأمور التي حصلت لما لها من حيثيات مهمة تاريخيا. ومن المستجدات السياسية المهمة التي حصلت في عهده وبقرارات من بن سلمان هو زيادة التوتر والمواجهة مع إيران وهذا الأمر زاد العداوة مع طهران إلى حد وصل لإعلان ولادة حلف عربي أمريكي في مواجهة إيران.
اقتصاديا كان من أهم القرارات التي اتخذها هذا الشاب هو بيع أسهم شركة أرامكو التي تعتبر أكبر شركة نفط في العالم إضافة إلى الإعلان عن سياسة تقشف داخل السعودية. وفي المقابل وقع عقود بمئات المليارات من الدولارات مع واشنطن حماية لنفسه وثمنا لبلوغه الملك.
إذا استراتيجية بن سلمان في المنطقة تتلخص بالاعتماد على واشنطن وتل أبيب. القلق اليوم وفي هذه البرهة من الزمن هو من المخطط الذي يحمله في رأسه بن سلمان المتعطش للحرب وفريقه الشاب وعلى رأسه وزير خارجيته. فما هو الخير الذي يحضرونه لمستقبل الشرق الأوسط؟ وهل هناك حرب قادمة؟
المصدر الوقت