التطورات الحادثة في المنطقة حاليا توضح بجلاء هشاشة منظومة مجلس التخاون الخليجي وتؤكد للمرة الألف أن النقود لوحدها لا تصنع الدول.
قبل أربع سنوات استلم رئيس المحكمة الرياضية في لوزان في سويسرا،خطابا من مكتب ولي عهد دبي يطلب من المحكمة التدخل في قضية خلاف بين مكتب ولي عهد دبي واللجنة المنظمة لسباق الهجن في دولة قطر.
استندت تلك الحيثيات في تلك القضية إلى أن إحدى النوق التابعة لولي عهد دبي فازت بسباق الهجن الرئيس في البطولة التي نظمها اتحاد الهجن في قطر ورغم انهم متأكدون من فوز تلك الناقة إلا أن اللجنة المنظمة منحت المركز الأول للناقة المملوكة من ولي عهد قطر في تلك الفترة وهو الأمير تميم.
كان الطلب سخيفا ومضحكا في نفس الوقت، ولكن محكمة التحكيم الرياضي في لوزان وجدت فرصة عظيمة لكسب الملايين من أولئك العربان السذج.
ولهذا كان رد محكمة التحكيم الرياضي بأن رياضة الهجن وتلك المسابقة بالذات لا تدخل في نطاق اختصاص المحكمة ولكنها مستعدة لتعيين خبراء في رياضة الهجن ليقوموا بالتحكيم في تلك القضية شريطة موافقة الجانب القطري على تكليف محكمة لوزان بالتحكيم ودفع رسوم القضية وتكاليف الخبراء الذين ستندبهم المحكمة.
انتهت القضية بالتحكيم لصالح الشيخ تميم وكسبت محكمة لوزان 10 ملايين دولار حلال زلال من سفهاء الخليج.
هناك تنافس شديد بين شيوخ الخليج وكل ما يكتب في الصحف أو وسائل الإعلام عن المحبة المتبادلة بين تلك الدول الهجينة هو محض هراء.
ولكن هناك فروقات كثيرة في تعامل بلدان تلك الدول في سياساتها الخارجية. فكل بلد من تلك الدول له أولويات مرتبطة بتحلفاتها الخارجية.
في الفترة التي سبقت الربيع العربي انتدبت قطر السفير بو العينين وانتدبت دولة الماخورات السفير (ز.ع).
كان لكلا السفيرين نشاطات ملحوظة في اليمن بحسب السياسة المرسومة من بلدانهم.
من هنا ظهر واضحا التوجه لتلك الدول في ما يخص اليمن من خلال نشاط سفرائها.
فبينما كان العيد الوطني لدولة قطر في اليمن يعتبر حدث الموسم من كثرة الحضور وتنوعهم من وزراء ورجال دولة مرورا برجال أعمال وصحفيين من جميع الصحف وانتهاء بفريق عمل مسلسل كيني ميني.
كان الاحتفال باليوم الوطني لـ دولة_الماخورات_العربية_المتحدة يعج بمضيفات الخطوط الجوية اليمنية.
كانت قطر تبني لها جسور وصداقات مع مختلف شرائح المجتمع. بينما سفير دولة الماخورات يبدع في مجال تخصصهم وهو الدعارة.
اليوم يقف مجلس التخاون الخليجي أمام مفترق طرق . ولكن الأكيد انه لن يستمر حتى لو تم احتواء أزمة التسريبات والاختراقات. لأن ما رشح إلى السطح يبين أن الخلافات تمتد جذورها إلى زمن بعيد وأصبحت التراكمات التي ترسخت على مدى السنين الماضية أكبر من إزالتها من خلال وساطة أو تحكيم.
لكل شيء زائف نهاية
ورحم الله نبي العصر البردوني
الذي تنبأ بهذه النهاية المخزية
ويا زمانا سيأتي يمحو الزمان المزيف..