من المؤكد أن في جميع المذاهب والأحزاب اليمنية، أكاديميين وعلماء وحكماء وعقلاء، يمكنهم أن يتحملوا على عاتقهم تحقيق السلم الاجتماعي وإيجاد حلول نتجاوز من خلالها حدة الاضطراب والاحتراب والتقسيم والانفصال .
دعوتنا اليوم تتمثل في تشكيل مجلس حكما، يبنى على أسس منهجية يتم من خلالها تشخيص الأمراض وإقناع الأمة بأن نصوص التسامح والرحمة والعدل والتكافل هي الحاكمة والناسخة لنصوص القتل والكراهية، من خلال تفسير النصوص وتوضيح أسباب النزول وتدريسها في المدارس والمعاهد والجامعات، ثم نشرها في جميع وسائل الإعلام كي نفوت على الجماعات المتطرفة فرص بث الكراهية والتعصب والتفجير عن أمتنا ،ولا يبقى سيف الإرهاب والتطرف مسلطاً على أعناقنا تغذيه العمالة الفقر والجهل والوضع البائس .
مجلس الحكماء الذي استشرفنا ولادته، نتمنى أن تستكمل إجراءات تأسيسه، يجب أن ترعاه مؤسسة رسمية بعيداً عن الاستقطاب الحزبي والمذهبي والطائفي ،التي تؤثر سلبا في تداول الأفكار بحرية ،وأن تكون من ضمن أهدافه توحيد الجهود ولم الشمل وإطفاء الحرائق التي تجتاحنا، وتهدد إنسانيتنا، ويتحمل هذا المجلس مسؤولياته ضمن سلسلة من الهيئات والمبادرات، التي تعالج نفس الهدف ،ويشترك فيها جميع الفصائل، متصدين فيها للأعمال الإرهابية بالتحليل والتوضيح والمعالجة ،وكيفية مواجهتها في ظل غياب الأمن والعدل والديمقراطية .
يا حكماء الأمة وعلماءها وعقلاءها أراكم اليوم تعدلون عن اختيار نخبه تحمل معيار العدل والولاء لله والوطن والدين متجردة من هوى الأطماع على رأس مؤسسة تكون مهمتها تحليل ومراجعة التراث وإزالة ما علق به من أتربة وإخراجه إسلاما صافيا من فتاوى التكفير والقتل والصراعات، وإيجاد مجتمعات آمنة توقر العلم والعلماء وترسخ قيم الحوار والتسامح والاحترام للآخر وتؤسس للسلام، من خلال تفعيل دور العلماء والاستفادة من معارفهم في ترشيد حركة المجتمع والإسهام في إزالة أسباب الفرقة والاختلاف والعمل على تحقيق المصالحة.
نطالب بمجلس يعيد لنا ترتيب البيت من جديد ،وغير محسوب على أي طرف سياسي أو ديني أو قبلي، ظروفنا يا سادة لم تعد تسمح بالتفرج والانتظار في ظل واقع أصبحت فيه لعبة الموت والاستعمار والاحتلال أمرا معتادا وصار فيه تنازع البقاء والعمل للمصلحة الشخصية والحزبية هدفا لدى الكثير منا ،مجلس نقنع فيه من حولنا أن الفرص التي يمنحها السلام أكثر من الفرص التي تمنحها الحرب، وحمل الجميع من دائرة التنظير إلى دوائر العمل فوراً، أرجوكم تقبلوا هذه الرسالة منا بقلوب راضية وعقول مسؤولة كي لا نظل ندفع الثمن نحن والأجيال ونندم يوم لا ينفع الندم..