بلاشك ان الفرنسي زين الدين زيدان مدرب فريق ريال مدريد، يعيش حاليًا فترة منتعشة وممتلئة بالفرح والسعادة، بعدما قاد فريقه الى تحقيق انجازات كبيرة هذا الموسم، جعلته بكل تأكيد افضل مدرب في العالم لهذا الموسم بلا منافس.
لكن بالرغم من هذه الانجازات المدوية للفرنسي زيدان هذا الموسم، ستبقى هناك مقارنة خفية تدور في الرؤوس، بين زيدان وبين غوارديولا..
المقارنة نابعة من عدة أوجه، اولاها الصراع المدريدي الكتالوني، وثانيها الانجازات التدريبية، وثالثها القيمة والمرتبة في عالم التدريب.
ولكن اولا.. يجب أن نشير الى موقف حدث تقريبًا قبل عامين، وتحديدًا في شهر مارس من عام 2015، عندما توجه الفرنسي زيدان الى ألمانيا من أجل القيام بمعايشة تدريبية مع فريق بايرن ميونيخ، والذي كان يدربه وقتها الإسباني بيب غوارديولا، مصطحبا معه مواطنه كلود ماكليلي، من أجل التعرف والتعلم من فكر غوارديولا خلال التدريبات.
وقد سوقت هذا الموقف، من أجل البرهان على مدى التقدم الكبير بل الرهيب في انجازات ومرتبة زيدان التدريبية خلال فترة قصيرة قوامها..عامين فقط.
والتي من الواضح أن تصب بكل حيادية ناحية زيدان، بكل أوجه المقارنات، فعلى صعيد الانجازات، حقق زيدان بطولتيّ التشامبيونز مرتين متتاليتين في انجاز فريد لم يحققه اعظم مدربي العالم بما فيهم بالطبع غوارديولا مع جيله الذهبي في البرسا.
بل أن غوارديولا فشل في آخر 5 مشاركات في نسخ التشامبيونز في حصد اللقب، بينما زيزو في أول مشاركتين له حصد اللقب.
هذا الموسم.. بيب خرج صفر اليدين من البطولات مع ميزانية خرافية، ولحق بشق الانفس بركب قطار المشاركة بالتشامبيونز، بينما زيزو تمكن من اعادة لقب اللا ليغا الى خزائن بيرنابيو من جديد بعد مواسم جدب عديدة، وبدون اي تدعيمات من الادارة في الميركاتو الصيفيّ الفائت، قبل حتى الايقاف الدوليّ من الفيفا.
ولكن.. هل بهذا اصبح زيدان افضل من غوارديولا؟
سؤال قاسٍ على زيدان، صاحب التجربة القصيرة للغاية في عالم التدريب، بل انه سؤال قاسٍ على أي حيادي، وللأمانة فنيًا.. الكفة ما زالت ترجح غوارديولا، ليس لشيء، بل لأنه استحدث ويحدث من طرق التدريب، داخل وخارج الملعب، بشكل فريد لم تشهده كرة القدم من قبل.
ولكن هذا لا يمنع، أن زيدان امامه فرصة سانحة في الموسم المقبل مع التدعيمات المنتظرة، في أن يبرهن على أنه مدرب صاحب فلسفة خاصة، وان كانت الفلسفة لوحدها لا تعني الافضلية الفنية، فالعبرة بالحصاد في آخر الموسم، لكن واقعية زيدان ربما بحاجة اكثر الى استدعاء روحه المتفردة وقتما كان متواجدا بالملاعب يصول ويجول، لمسة الابداع في الملعب من فريقه، ليست حاضرة في معظم مبارياته هذا الموسم.
وان كان رائعا في قراءته لمجريات اللعب، وتدخله بشكل مميز في تعديل اي اخطاء، لكن اخطاء عديدة سابقة عليه ان يتعلم منها.. مثل اصراره على استبعاد ايسكو معظم مباريات الموسم، ولولا اصابة بيل ما شاهدنا تألق هذا الفتى المميز، وكذلك اصراره على الدفع بمواطنه بنزيمة، على حساب المجتهد موراتا، وعدم منح نجم الكافتيريوس، جيمس رودريغيز فرصة يستحقها بكل تأكيد، وكل هذه الامور حدثت بسبب رؤية فنية للمدرب الفرنسي، هي اخطاء بلا شك.. لكنه سيتعلم منها وستمنحه خبرات تدريبية فعلية، تقربه من ان يكون أسطورة تدريبية، مثلما كان اسطورة وهو لاعب.
الخلاصة.. زيدان تفوق هذا الموسم، ولكن منتظر منه الكثير، والاهم الاستمرارية في تحقيق الانجازات، فـ إدارة وجماهير الفريق الملكي لن ترضى بأي شيء سوى الألقاب، ولعل الاطاحة ب مدربين كبار من عينة مورينيو وانشيللوتي وبينتيز، قد تكون جرس انذار دائم له.