يعاني الجميع انخفاض معدل النوم بنسبة 30 دقيقة أسبوعياً، نتيجة ارتفاع درجات الحرارة في فصل الصيف. وتسبب الحرارة الزائدة القلق للعديد منا في أثناء النوم. ولكن من المتوقع أن يزداد الأمر سوءاً بحلول عام 2050، مع الارتفاع الملحوظ في درجات الحرارة.
وتشير إحدى الدراسات إلى أن الناس في نصف الكرة الشمالي من الممكن أن يفقدوا نصف ساعة من النوم كل شهر تقريباً إذا ارتفعت درجات الحرارة بمعدل درجتين فقط، كما يتنبأ مكتب الأرصاد الجوية.
ويفقد الأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 65 عاماً، والذين يعانون في أثناء نومهم نتيجة الطقس الحار، 42 دقيقة من النوم كل أسبوع.
وتوصلت الدراسة الأميركية، حسب موقع Mail Online، إلى أن ارتفاع الحرارة بمعدل درجة واحدة سيتسبب في فقدان 15 دقيقة كل شهر من معدل نوم أي شخص.
ويرجع ذلك إلى ضرورة تقليل درجة حرارة الجسم؛ كي يستطيع النوم عن طريق توسيع الأوعية الدموية الموجودة بالجلد؛ ما يتسبب في انخفاض درجة الحرارة.
ولكن، إذا كانت درجة الحرارة الداخلية للأشخاص أكثر دفئاً عندما يذهبون للنوم، فإن هذه الإشارة لا تنجح. ويعتبر الأشخاص في منتصف العمر، وخاصةً النساء اللاتي بلغن سن اليأس، في كثير من الأحيان أسوأ في تنظيم درجة حرارة الجسد؛ ما يجعلهن أكثر عُرضة للخطر.
وصرح الدكتور نيك أوبرادوفيتش، المؤلف الرئيسي من جامعة كاليفورنيا سان دييجو سابقاً: “جرى تحديد النوم سابقاً على يد باحثين آخرين على أنه أحد العناصر المهمة للغاية لصحة الإنسان. فمن الممكن أن يُصبح شخص ما عُرضة أكثر للأمراض والأمراض المُزمنة بسبب قلة النوم، كما يمكن أن يتسبب ذلك في إيذاء الصحة النفسية والوظائف الإدراكية. إن ما تُظهره دراستنا لا يتمثل فقط في أن درجات الحرارة المحيطة يمكن أن تلعب دوراً في إزعاجك في أثناء النوم، ولكن تُظهر الدراسة أيضاً أن التغير المناخي يمكن أن يزيد الأمور سوءاً، وذلك من خلال زيادة معدلات فقدان النوم”.
واكتشف الفريق البحثي الأميركي أن الأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 65 عاماً يفقدون قرابة 3 أضعاف النوم عندما يظهر عطارد. ففي مقابل كل درجة حرارة ترتفع في أثناء الصيف، فقدَ المتقاعدون 17.5 يوم في الشهر الواحد من نومهم بين كل 100 شخص.
لم يُجرِ المؤلفون حساباتهم، ولكن يقلل ذلك النوم في كل شهر بمقدار ساعة و24 أو 21 دقيقة كل أسبوع. أما إذا ارتفعت درجات الحرارة في بريطانيا بمعدل درجتين بحلول عام 2050 -كما تنبأ مكتب الأرصاد الجوية سابقاً- فسيُفقدهم ذلك 42 دقيقة كل أسبوع.
وقال أوبرادوفيتش إنه “من الممكن أن نرى بعض التأثيرات الأكبر نسبياً؛ نظراً لأن العديد من الناس داخل الدولة ليس لديهم نظام تكييف الهواء؛ بسبب المناخ الحالي”.
وتعتمد أولى الدراسات التي تهدف إلى قياس تأثيرات التغير المناخي على نوم الناس، على بيانات مستمدة من مسح صحي عام خضع له 765 ألفاً من سكان الولايات المتحدة بين عامي 2002 و2011.