زُفي لنا أجمل صورة
غني يا عدن الثورة
وهني وحدتنا الكبرى
غني يا صنعاء يا بلادي
غني لأجمل وأحلى أعيادي
غني غني غني وهني
يا عدن الثورة
بهذا المقطع من قصيدة الفنان القدير محمد علي الميسري عن الوحدة اليمنية والذي يعتبر أول فنان تغنى بالوحدة فإننا اليوم نتغنى ونحتفل بالعيد الـ27 لقيام الجمهورية اليمنية، أجمل احتفال ونحن نعرف أن دور الثقافة والمثقفين في تحقيق الوحدة اليمنية كان له الأثر الأكبر وكثير من الشعراء قدموا قصائد عن الوحدة ولا ننسى أيضاً الدور الكبير الذي لعبه فنانو اليمن لهذا كان دورهم ملموساً وواضحاً في مساهمتهم ووقوفهم في تحقيق الوحدة اليمنية .
لقد تمكن أولئك المبدعون والمفكرون والرجالات العظام من تجاوز البراميل الشطرية في منطقة (الشريجة) و(قعطبة) وغيرها من المناطق التي كانت تعتبر مناطق حدودية مصطنعة وضعها الاستعمار.. بين أبناء الوطن الواحد.. من أجل تحقيق مصالحه الاستعمارية مجسداً بها مقولة وفلسفة (فرق تسد).
لكن ورغم كثرة البراميل الشطرية والجهود الاستعمارية التي بذلت لإبقاء الوطن مشطراً وأبنائه متباعدين.. فقد كان للأدباء والمثقفين والكتاب والمتنورين موقف واضح وهدف محدد حيث استطاعوا أن يتخطوا الحواجز الحدودية والبراميل الشطرية من خلال عشرات بل مئات الزيارات التي قاموا بها بين المحافظات اليمنية في شمال الوطن وجنوبه وبدون جوازات سفر أو ما شابه .. بل كانت جوازاتهم هي يمنيتهم ووطنيتهم وقناعتهم أن اليمن واحدة منذ الأزل ولن تفرقة تلك البراميل التشطيرية وتحديات الراهن.. حتى السيارات التي كانت تقلهم بين المحافظات في الشمال والجنوب فقد كانت تحمل لوحات مكتوب عليها فقط اليمن. بكل مصداقية وثقة نٌجزم انه كان أولئك الأدباء والكتاب والمثقفون النواة الأولى والبذرة الرائعة في مسيرة الوحدة.. حيث كسروا حاجز التشطير والخوف وكل العوائق التي كانت قائمة.. وتوحدوا في كيان واحد ضم المثقفين والأدباء من الشطرين قبل إعادة تحقيق الوحدة بأكثر من 20 سنة وكانوا من أوائل الكيانات والنقابات التي توحدت في كيان واحد.. لينال أولئك الرواد الأوائل أمثال عمر الجاوي والربادي والشحاري والبردوني وغيرهم شرف السبق إلى الوحدة والمحبة والسلام والتعاون والتكامل، مدركين حقيقة واحدة، هي أن اليمن التي كانت تحمل نفس الاسم والهوية المتوحدة قبل آلاف السنين وفي عهد امرئ القيس وسيف بن ذي يزن والحميريين والسبئيين والصليحيين وغيرهم ستظل موحدة ولن تكون قابلة لأي وضع يخالف هذه الحقيقة والثابت.. وهذا الإيمان والشعور والإرادة التي كانوا متسلحين بها هو ما جعلهم مخلصين لهويتهم ووطنهم وأجيالهم وضمائرهم متجاوزين كل الرهانات والمطبات والحسـابات الصغيرة.
كما أدركت هذه الشريحة الطليعية.. قبل غيرها أن اليمنيين شاركوا بشرف في تثبيت الدعوة الإسلامية ورفع رايتها في كل الأمصار وهم تحت راية واحدة هي راية الإسلام وراية اليمن ودافعوا عن اليمن في عهد سيف بن ذي يزن ومرحلة الغزو الحبشي والفارسي وغيره لليمن تحت راية واحدة وهوية واحدة هي اليمن.
كما أن الأدباء والكتاب والمثقفين والفنانين يدركون- أيضا- أنه ولعشرات القرون لم يكن هناك قصيدة شعرية أو موشح أو أنشودة أو لحن أو أغنية تمجد غير الوحدة والهوية اليمنية الواحدة والموحدة والتاريخ الحضاري المشترك.. لهذا وجدناهم يقدمون نماذج من الوطنية والنضال والإبداع والإرادة في الوحدة والمحبة يحملون فوق نواصيهم وفي قلوبهم وصدورهم ونفوسهم وعقولهم ثقافتهم اليمنية الوحدوية وهذا ما جعلهم يتبوأون أعلى الأماكن في قلوب الناس بل وكانوا قدوة ومثالاً أعلى لكل الشباب المبدع والطامح والمؤمن بوطنه وهويته الرافض للمناطقية والطائفية والعصبية والكراهية وكل ما يقود لها ويدعو من أجلها .. أيضاً. ولاشك أن المثقفين والفنانين والمبدعين والكتاب لن يخذلوا وطنهم وثوابتهم وأجيالهم وأحفادهم يستمرون في عزف مقطوعات ووصلات وأغاني الوحدة والسلام ولن تعدم اليمن من أبنائها من يقول ويردد: أمَي اليمن .. أمَي .. من يشبهك .. يا أصل قحطان .. يا نسل عدنان .. أنت الحضارة.. أنت المنارة.. أنت الأصل والفصل .. في .. داخل القلب حبك في الفؤاد ارتوى.