عبد الغني العزي* :22مايو مكسب عظيم

غير خافية علي أحد الظروف التي تحققت في ظلها الوحدة اليمنية في الثاني والعشرين من شهر مايو خلال العام 1990 والتي كانت ظروفا غير مناسبة لانجاز هذا الحدث المهم سوى ما كان منها على المستوى الإقليمي أو ما يخص الوضع الدولي ..
إلا أن الشعب اليمني استطاع تطويع تلك الظروف التي كانت سائدة لإرادته وتحقيق أمنياته في وحدة وطنية تلم شمل الأخوة وتجمع شتاتهم وتقوى زندهم وتغيض أعداءهم التي طالما حلم بتحقيقها كل وطني حر وسعى لانجازها كل شريف على امتداد الساحة اليمنية خلال العقود الماضية ….
وبما أننا نمر بذكرى هذا الحدث العظيم فان من الضرورة عدم إغفال تلك الأدوار البطولية للقادة الأبطال الميامين في كلا الشطرين آنذاك والذين كان لهم الفضل في وضع اللبنات الأولى في بنيان الوحدة اليمنية والتي توالت عبر اللقاءات و الاتفاقيات بين قيادات الشطرين حتى تم اكتمال البناء وإعلان الانجاز التاريخي العظيم في الثاني والعشرين من مايو 1990…
الوحده اليمنية تحققت بتضحيات كبيرة قدمها الشعب اليمني الذي هو صاحب المنجز ومالكه ولا يجب ان يوضع هذا المنجز علي طاولة الساسة المراهقين اليوم والمتطلعين لتحقيق أهداف أعداء الوحدة اليمنية بعد ترسيخها حتى على مستوى ثقافة الأجيال .
أعداء الوحدة اليمنية صحيح انهم عجزوا عن إعاقة تحقيق الوحدة اليمنية في العام تسعين وهذا غير خاف و عجزوا أيضا عن تحقيق الانفصال في العام 94 عبر تأجيج الصراع الداخلي وتغذية الفتن بين أبناء الشعب اليمني واليوم يجب ان يشعروا بالعجز وعدم القدرة مرات ومرات في تحقيق ما عجزوا عنه في الماضي بفصل الجسد اليمني الواحد وتقطيع أوصاله حتى ولو استخدموا الأساليب الحديثة او السياسة الماكرة التي قد يستمع إليها و يغتر بها البعض او حتى عبر العدوان والقتل والتدمير للشعب اليمني ….
الوحدة اليمنية باتت اليوم في قلب كل يمني حر وشريف حدثاً تاريخياً هاماً ومكسباً وطنياً عظيماً لايجوز المساس به او التنقيص منه او الاقتراب من قداسته رغم المآخذ السياسية التي يحاول البعض بها النيل من منجز الوحدة اليمنية ..
لكل داء دواء ولكل مشكلة حل ولكل معضلة رجال قادرون على احتوائها وتطويعها لصالح الوطن ولصالح الوحدة اليمنية العظيمة واليمن غير خال من عظماء الرجال وقادة الفكر وأرباب السياسة القادرين على مواصلة البناء في بنيان الوحدة عبر التصدي لدعاة التمزيق واحتواء مطالبهم المشروعة وكبح جماح تهورهم في تنفيذ مخططات الأعداء التاريخيين للشعب اليمني في وحدته و في مصالحة العليا وعليهم أن يقرأوا التاريخ ويقفوا في محطاته ليعتبروا ويعرفوا ان منجز الوحدة مكسب استثنائي في ليل عربي مظلم يجب الحفاظ عليه وتجريم المساس به..
*رئيس التيار الوطني الحر للسلم والمصالحة الوطنية