الوﻻء الوطني من المفاهيم التي ﻻ تثير خلافات جوهرية حولها لدى أي شعب من شعوب العالم ،وأن كان هناك من يتوسع في شرحه وتفسيره من جوانب سياسية واجتماعية وثقافية، لكن الإجماع يكاد ينعقد على أن الولاء الوطني يعني أن الرابطة التي تجمع المواطن بوطنه تسمو على كل الوﻻءات الضيقة القبلية والعشائرية والطائفية والحزبية، وأن هذه الرابطة لا تنحصر في مجرد الإحساس بالانتماء والمشاعر العاطفية، وإنما تتجلى إلى جانب الارتباط الوجداني، في إدراك المواطن وأيمانه بأن هناك التزامات وواجبات نحو الوطن ،لا تتحقق المواطنة دون التقيد الطوعي بها.
ويعني الولاء للوطن شعور كل مواطن بأنه معني بخدمة الوطن، والعمل على تنميته ونهوضه، وحماية هويته القومية والدينية واللغوية والثقافية والحضارية، والشعور بالمسؤولية عن المشاركة في تحقيق المصالح العامة، والالتزام باحترام حقوق وحريات الآخرين، واحترام القوانين التي تنظم علاقات المواطنين فيما بينهم، وعلاقاتهم بمؤسسات الدولة والمجتمع،وخضوعهم جميعا في مساواة مطلقة لمبدأ سيادة القانون دون تمييز أو استثناء، والمشاركة في الدفاع عن القضايا الوطنية، في مواجهة التحديات والأخطار، التي قد تهدد الكيان الوطني في أي وقت، والاستعداد للتضحية من أجل حماية استقلال الوطن، والذود عن حياضه، وضمان وحدته وسيادته واستقﻻله،وجعل المصالح العليا للوطن فوق كل المصالح الذاتية والفئوية الضيقة، وتحقيق الشراكة الوطنية الحقيقية بين كل أبناء الوطن في المغنم والمغرم.
أن المواطن اليمني يقف اليوم مذهولا وهو يشاهد بحزن وألم انهيار قيم الولاء الوطني والوحدة الوطنية وتلاشي مشاعر الحب والإخاء والتراحم ،التي كانت تجمع كل أبناء اليمن في كل المحن والأزمات، وتتجسد من خلالها أروع معاني الوحدة الوطنية والولاء الوطني، واستحقوا بها وصف الرسول الكريم لهم بأهل الإيمان والحكمة .. وانه يجد نفس الرحمان من قبل اليمن .. فهل من عودة صادقة إليها يا أبناء اليمن ؟؟
قال تعالى: رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ (89) الأعراف- صدق الله العظيم.