يواصل “ترامب” سياسة الابتزاز الرخيص لدولة رهنت كل أوراقها بيد العم سام حتى صدق على السعودية المثل القائل “من يهن يسهل الهوان عليه”.
ومنذ حملته الانتخابية وطوال المائة اليوم الأولى له رئيسا للولايات المتحدة، لا يكف زعيم البيت الأبيض عن تقريع آل سعود والتعامل معهم كدولة لا تملك إلا المال في مواجهة أعدائها، وكنظام يتهالك أقطاب الأسرة الحاكمة فيه على إرضاء واشنطن، حتى وقد بلغت مطامعها، حد المطالبة بنصيب الأسد من المال والثروة السعودية.
لكن لم يكن أحد يتصور أن تخاطب أمريكا حليفتها بلغة الشكوى والتذمر، والزعم في الأخير أن السعودية ليست منصفة بشأن تعاملها مع أمريكا!
“بصراحة السعودية لم تعاملنا بعدالة لأننا نخسر كما هائلا من المال للدفاع عن السعودية”، هكذا قال ترامب بالحرف في مقابلة مع رويترز الخميس الماضي، وهكذا يبدو أن المخطط الأمريكي في استنزاف السعودية لن يتوقف عند حد معين.
فبالإضافة إلى توفير الحماية للسعودية، ومطالبتها بتعويضات هائلة عن أحداث 11 سبتمبر، يحضر الملفين اليمني والإيراني كورقة غدت بمثابة الحبل على عنق آل سعود، حيث بدت دولتهم في حالة عجز مهين، وهي تواجه من تسميهم بمليشيات انقلابية لا يتوافر لها سوى الحد الأدنى من السلاح والعتاد العسكري، فكيف سيكون الحال إن قرر آل سعود خوض غمار الحرب مع إيران ؟!
ينوي ترامب زيارة المملكة بعد شهر من الآن، وإذ يستبق هذه الزيارة بتصريح انتهازي كهذا، فإنه لا شك قد لمس بوضوح مدى الهلع الزائد لدى آل سعود والتنافس فيما بينهم، على تأمين استمرار الدعم الأمريكي لدولتهم مهما كان الثمن. وإذا كان محمد بن سلمان قد عرض ما يزيد عن مائتين مليار دولار كاستثمارات سعودية في أمريكا، فلا شك أن ترامب عازم على تغريم السعودية مبالغ باهظة، حتى يستقر ميزان العدالة من المنظور الأمريكي في العلاقة مع أعراب الجزيرة العربية!!
لن نأسى على هذه الأسرة وهي تتجرع الإهانات الأمريكية اللامتناهية، لكن ما يؤسفنا أن الشعب العربي في شبه الجزيرة العربية هو من يدفع الثمن، وسيغدو الثمن أكبر وأخطر ما لم يتحرك هذا الشعب في وجه السياسة السعودية الوهابية وينتفض على الهيمنة والوصاية الأمريكية.
Abdullah.sabry@gmail.com