ينقاد الجنوب اليمني الى مربعات، تصارعية فصائلية، قادمة، ستكون تعقيداتها اكثر مما كان سابقا لاسيما بعد قرارات (هادي) الاخيرة القاضية بتغيير عيدروس الزبيدي من محافظ عدن واقالة هاني بن بريك من وزارة الدولة واحالته للتحقيق.
قرارات (هادي) تستهدف الامارات مباشرة وليس لها علاقة بأي فشل اداري او سياسي في اداء مهام الزبيدي كمحافظ لعدن وبن بريك كوزير للدولة، وانما تنفيذا لرغبة السعودية ومحاولة لي اذرع الامارات واضعاف تواجدها على الساحة الجنوبية خصوصا عدن.
وتندرج هذه القرارات ضمن فصول الصراع السعودي الاماراتي الذي ينبئ بتطوره الى مراحل “تكسير العظام” وسيكون مسرحها ليس عدن فحسب بل سيمتد الى ابين وشبوة وحضرموت والضالع والمهرة ولحج.
لا شك ان الامارات مصابة بصدمة جديدة، بإقالة اثنين من حلفاءها، حيث سبق وان تم إقالة “بحاح” من منصبة كنائب لهادي ورئيس حكومته، وهي اﻵن تعي تماما الرسالة المراد ايصالها اليها، من السعودية وحلفها المتمثل بنائب (هادي) الحالي علي محسن الأحمر.
لن تفوت الامارات الصفعات التي تتلقها من السعودية على ارض الجنوب اليمني، بل سيكون لها ردود افعال سياسية قوية قد تجعل السعودية ترضخ امامها وتسعى الى معالجة الامور وديا معها او انها ستكابر في استكمال قص اجنحة الامارات واخراجها من اللعبة، الامر الذي سيجعل من الامارات الاقدام على الانسحاب تدريجيا من التحالف العدوان على اليمن، وبالتالي لن يكون ذلك نهاية المشهد؛ فلايزال للامارات اوراقها التي تجعلها حاضرة على الملعب ولعل حديث وتحركات بن بريك والزبيدي عقب اقالتهما في عدن اشاره واضحة لبدء موعد مرحلة جديدة من المقاومة الجنوبية ضد السعودية وحلفاءها (الاخوان المسلمين).
ومن ردود الافعال المتوقعة للامارات تجاه السعودية هي رفع الاقامة الجبرية عن نجل الرئيس السابق (احمد علي عبدالله صالح) واعطائه الحرية في العودة الى صنعاء.
ولا نستبعد ان تمد الامارات يدها لصنعاء لتشكل بذلك ضغطا على المملكة.
لدى الامارات الكثير لترد على السعودية وحلفاءها لكنها ستتأخر غالبا في اتخاذها، ومن المؤكد أن امريكا وبريطانيا ستتدخلا في تسوية الازمة التي تمر بهما الامارات والسعودية.
Assem_alsadah@yahoo.com