تقع الشعوب العربية ومنها اليمن، في دائرة الفقر والتخلف والاستبداد، وقد ابتليت بنظم حكم فاسدة معادية للحرية وغير ملائمة للتقدم، وبدلاً من أن تسير حركة الشعوب والتاريخ والحكام في مجراها الطبيعي، لإزالة مظاهر التخلف وتوزيع الثروات النفطية الهائلة للدول الخليجية فاحشة الغنى والفساد على العرب أجمعين، ما دامت تزعم الايمان بالعروبة والإسلام، وتُدافع، كما تدعي كذباً، عن الأمن القومي العربي، افرزت خطاباً وفكراً متخلفاً تكفيريا طائفياً ينكفئ إلى الماضي ويحاول إيهام الشعوب بأن الخير كل الخير في استمرار احتكار الحكام الأعراب للسلطة والمال العربي وهيمنة مظاهر التخلف والفساد التي يحاولون فرضها على شكل الحياة في الدول الإسلامية، وكأن الشكل هو الذي سيؤدي إلى الخروج من دائرة الفقر والاستبداد، والتحول إلى القدرة الاقتصادية والعسكرية والسياسية والديمقراطية.
وحقيقة الأمر أن العلة في تخلف الشعوب الإسلامية وفي مشكلاتها المعقدة لا علاقة له بأنها مسلمة أو غير مسلمة، وعربية أو غير عربية، وسنِّيِّة أو شيعية، وإنما في وجود ملوك وأمراء وشيوخ وسلاطين وأعوان وأتباع لهم، يستغلون ثروات الشعوب العربية ويصرفون أنظار الجماهير عن الصراع الطبقي والنضال من أجل الاشتراكية والقضاء على احتكار السلطة والثروة والتبعية للرأس مالية العالمية في العالم العربي إلى صراعات دينية ومذهبية وطائفية ومناطقية … الخ. وذلك هو الراسخ في أذهان أصحاب العقول والفهوم الصحيحة.
إن هذه الرؤية الصحيحة هي التي تفسر لنا تفسيراً صحيحاً حقيقة العدوان العسكري على اليمن، وأسلوب الإرهاب الفكري، وإشعال الحروب في سوريا وليبيا والعراق … الخ، وممارسة أبشع أنواع الإجرام باسم الدين والعروبة، والنظر من هذه الزاوية الموضوعية هو المدخل الصحيح لفهم أبعاد المشكلة وجوهرها والتسليم بأن كسب الشعوب العربية لا يمكن أن يتحقق بشن الحروب عليها واحتلال أراضيها، وبأساليب البغي والعدوان والإرهاب، واغتيال وإبادة مواطني الدول الأخرى، بدعوى خروجهم على الشرعية أو الإسلام، أو تهديد الأمن العربي المفقود، أو بمطاردة المسلمين الآمنين بدعوى أنهم كفروا لأنهم لا يدينون بمعتقدات معينة ومذاهب فكرية متشددة نشأت في ظروف خاصة لم يعد لها محل في العصر الحديث.
د.حسن مجلي: الإشتراكية هي الحل
التصنيفات: أقــلام