تشتهر اليمن ومنذ القدم بالعربية السعيدة ،واليمن الخضراء ،وقد ذكرها الله في محكم كتابه بالبلدة الطيبة ،وارض الجنتين ،وتمتاز اليمن بمناخ متنوع ،وتضاريس متنوعة بين سهل وجبل وواد، وهذا التنوع جعلها تنتج اجود الانواع الزراعية على مدى العام .
والإنسان اليمني استفاد من هذه التضاريس والمناخ وبناء المدرجات الزراعية في الجبال واتقن وابدع في بناء وتشييد السدود والحواجز المائية ،التي تقوم بحفظ مياه الامطار ،ليستفاد منها في سقي الاراضي والوديان الزراعية ،وذلك نظرا ًلأن اليمن لاتوجد فيها انهار ،وهذه السدود تقوم بتغذية المياه الجوفية.
وبلادنا اليمن تواجه عدواناًغاشماً وظالماً بقيادة مملكة بني سعود وتحالف أكثر من 17دولة بدعم مباشر من امريكا وبريطانيا واسرائيل ،وقد تزامن مع هذه الحرب حصار اقتصادي حيث فرض علينا العدو حصاراً برياً وبحرياً وجويا،وكذلك نقل البنك الى عدن وسحب السيولة النقدية من الاسواق ،مماتسبب في عدم قدرة الدولة على صرف المرتبات، والهدف النيل من كرامة وعزة الشعب اليمني واذلاله،فقد منع دخول المواد الغذائية والمشتقات النفطية والادوية ،وهو بعمله هذا القذر يريد استهدافنا في لقمة العيش،من اجل أن يخضع الشعب اليمني ،الذي رفض الاستسلام لمشاريعهم التآمرية الرامية الى تقسيم الوطن العربي الى كنتونات صغيرة ،وان يتحكموا في قرارنا السياسي وأن نبقاء تحت رحمتهم وان نكون مجتمعات صورية ،استهلاكية لمنتجاتهم الصناعية ومحاصيلهم الزراعية .
وهنا علينا الاستفادة من الحصار الذي يفرضه علينا العدو، وأن نتوجه نحو الزراعة مزارعين وتجاراً ودولة.
وكما قامت الدولة في ثمانينيات القرن الماضي باتخاذ قرار بمنع استيراد الخضار والفواكه والتوجه لزراعتها محلياً،وقد كانت نتائج هذا القرار ما نراه اليوم من اكتفاء ذاتي في هذه المحاصيل وتصدير الفائض الى الخارج .
فعلى الدولة المسارعة في اعلان عام 2017عاماً للزراعة، والتوعية بأهمية الزراعة وخاصةً زراعة الحبوب والقمح .
وأبرز مهام الدولة الواجب القيام بها :
1 – دعم المزارعين بالبذور المحسنة ،وتوفير مادة الديزل بأسعار مناسبة ،وتوفير المعدات الزراعية ،وقطع غيارها للمزارعين ،دعم المزارعين بمنظومة الطاقة الشمسية لتشغيل الآبار الارتوازية ،وبالتقسيط الميسر .
2 – دعم الاستثمار في المجال الزراعي وخاصة زراعة الحبوب والقمح ،وبذات الراسمال المحلي بحيث تعطي الدولة الأرض مجاناً للمستثمر ،وتوفر لهم كافة الامكانيات اللازمة.
الزام التجار المستوردين للحبوب والقمح ،بالتوجه نحو زراعتها في اليمن ،حيث يتم الاستيراد بمئات الملايين من الدولارات سنوياً،فلماذا لا يتم استيعاب هذه المبالغ في الزراعة المحلية .
3 – على الدولة القيام بشراء الحبوب والقمح من المزارعين ،والجمعيات الزراعية وبمبالغ اكثر من قيمة الحبوب المستوردة .
4 – على الدولة العمل على تنظيم ومراقبة دخول المبيدات والاسمدة الزراعية ،ومنع تهريبهاالى اليمن خاصة هذه الايام في ظل سيطرة العدو ومرتزقته على اغلب المنافذالبرية والموانئ البحرية.
وكذلك التوعية بخطورة هذه الاسمدة التي مع الأيام تقضي على خصوبة التربة ،وتقلل من المحصول الزراعي ،و من العمر الافتراضي للشجرة ،وهذه الاسمدة والمبيدات اغلبها تأتي من الدول التي نستورد منها ،المنتجات والمحاصيل الزراعية ،فهي تريد أن نبقاء مستوردين ،فلايمكن أن يعطونا مايفيد وينفع .
وعلينا العودة الى الأسمدة الطبيعية والمحلية ،والتي تتكون من مخلفات الحيوانات ،والعمل على انشاء مصانع محلية تكون مواد خامها من البيئة اليمنية.
فما لهذه الأسمدة والمبيدات من اضرار صحية وبيئة كذلك لها اضرارها الاقتصادية والزراعية .
وعلينا الاهتمام بالثروة الحيوانية ،من خلال منع ذبح الإناث وصغارالحيوانات وتشجيع ودعم الجمعيات الزراعية والمربية للحيوانات وتوزيع الابقار والاغنام على المزارعين للقيام بتربيتها والاستفادة من منتجاتها .
وهنا نوجه الشكر لإذاعة سام اف ام والمذيع المتألق دائماً حمود محمد شرف على برنامجه الاسبوعي التنمية الزراعية، وهذا نابع من حرص الاذاعة ومذيعها على خدمة المجتمع ،والعمل من اجل بناء الوطن وعلى كسر الحصار وافشال مشاريع ومخططات العدو .
وعاش اليمن حراً أبياً،والخزي والعار للخونة والعملاء..