- د. حميدالدين : إعلان حضرموت إقليمـــاً خطـــوة نحـو الانفصـال وتجزئة المجزأ
- د.عطا : الأقاليم المفدرلة ستشهد صراعا على الكعكة وبوادرها لاحت في عدن
- أبوراس : نحتاج إلى إعادة إنتاج السلطة ومخطط التقسيم وراءه السعودية والامارات
- الحبيشي : “مؤتمر حضرموت” يسعى إلى إخراج حضرموت من اليمن والجنوب
نجيب علي العصار
Najibalassar@hotmail.com
أثارت المخرجات التي تمخض عنها «مؤتمر حضرموت الجامع» المنعقد، مؤخراً، في مدينة المكلا، ردود فعل متباينة لدى النخب والمكونات السياسية والثقافية في المشهد السياسي اليمني عامة، وقُدمت على إثرها قراءات تحليلية متعددة لمحتوى مخرجات (مؤتمر المكلا) من زوايا مختلفة.
أكاديميون وسياسيون في أحاديثهم لـ»الوحدة» أكدوا أن الخطوة التي أقدم عليها المُؤتمرون تجر البلاد نحو الوصاية لتقسيم كعكة البلاد على حيتان كبار داخليين وخارجيين باسم الأقلمة، وتحت شعارات براقة ظاهرها مصلحة الناس ،وباطنها مصالح دولية وعبر أدوات محلية تحصل على الفتات.
وقالوا في استطلاع أجرته معهم «الوحدة « إن إعلان حضرموت إقليما مستقلا،يدخل في دائرة « الفوضى الخلاقة « التي تقف وراءها القوى الدولية وبأداة إقليمية، تديرها بعض دول التحالف،لافتين إلى أن هذه الخطوة قد تكون في المستقبل القريب، مقدمة لمرحلة لاحقة تجعل من حضرموت دولة تبعية ، بالضم وبالتدرج لمنافعها الاقتصادية والجغرافية.
د. أحمد عبد الملك حميد الدين،أستاذ القانون العام بجامعة صنعاء،يرى أن إعلان حضرموت إقليما يعد مقدمة واضحة نحو الاستقلال التام وإنشاء دولة ذات سيادة.
ويؤكد د.حميد الدين، أن البيان الختامي الصادر عن ((مؤتمر حضرموت الجامع)) ورقة سياسية لا تستند إلى قانون تقوم على الشرعية الشعبية لأبناء حضرموت بعيدا عن الدولة اليمنية ،وحتى الدولة الجنوبية الانفصالية ،محذرا بأن هذه الخطوة تعد انقلاباً على الشرعية الدستورية النافذة ، وتقوم على تكييف قانوني خليط بين اللامركزية السياسية « الاتحادية «والحكومة المحلية «الأقلمة».
وقال د. أحمد عبد الملك حميد الدين،في حديثه لـ»الوحدة» إن بيان مؤتمر المكلا، حرك المياه الراكدة لإذكاء الصراع الخفي بين محافظات الجنوب ،وسيؤدي إلى صراعات تظهر على السطح ، بما يمثله من انفصال على الانفصال وتجزئة المجزأ.
وأضاف: إعلان حضرموت إقليما مستقلا،يدخل في دائرة « الفوضى الخلاقة « التي تقف وراءها القوى الدولية وبأداة إقليمية، تديرها بعض دول التحالف، وربما قد تكون في المستقبل القريب، مقدمة لمرحلة لاحقة تجعل من حضرموت دولة تبعية ،أو الضم بالتدرج لمنافعها الاقتصادية والجغرافية .
تقسيم كعكة البلاد
من جهته، وصف الأكاديمي،د.سامي عطا،مؤتمر حضرموت ،بأنه خطوة نحو الوصاية لتقسيم كعكة البلاد على حيتان كبار داخليين وخارجيين باسم الأقلمة، وتحت شعارات براقة ظاهرها مصلحة الناس ،وباطنها مصالح دولية وعبر أدوات محلية تحصل على الفتات.
ويجزم د.سامي عطا ،أستاذ الفلسفة بكلية الآداب جامعة عدن،في حديثه ل»الوحدة»أن الفيدرالية في معناها هي التصرف بمسؤولية تجاه البلاد ومصالحة، ومستقبله وهذا منعدم ولم يصل وعي الناس بعد إلى هذا المستوى .
ويرى د. عطا، أن هذه الأقاليم المفدرلة ستشهد صراعا داخليا على الكعكة ،وبوادرها لاحت في عدن، لافتا إلى أن الفيدرالية لا يمكن أن تؤسس، في مجتمع منقسم على بعضه،كما أنها ليست احتكاراً ولا تؤسس بالقوة والغلبة ، موضحا أن الفيدرالية في معناها اللغوي تعزيز الثقة في مجتمع قابل للانفجار، لكن في مجتمع يشهد عنفاً فلا يمكن أن تنجح الفيدرالية لأن كل طرف ينظر لما تحت يده باعتباره استحقاق تضحية غنيمة حرب، ولا يمكن أن تقوم فيدرالية تحت هذه الظروف.
هويات لا تاريخية
وفي السياق، قال أحمد الحبيشي، رئيس المركز الإعلامي للمؤتمر الشعبي العام، إن مؤتمر حضرموت الجامع يسعى الى إخراج حضرموت من اليمن والجنوب ، وتحقيق مضمون رسالة الملك السعودي فيصل بن عبدالعزيز إلى وزارة المستعمرات البريطانية في نهاية عام 1966بشأن إخراج ملف حضرموت من محادثات استقلال (الجنوب العربي ) بحسب ما جاء في تلك الرسالة.
وأضاف : «الملك فيصل زعم في رسالته أن أراضي حضرموت تتبع المملكة السعودية، وطالب بإعادتها إلى المملكة ، وتمكينها من بناء خط أنابيب لتصدير نفط المنطقة الشرقية عبر البحر العربي والمحيط الهندي».
وفي منشور له على صفحته في «فيس بوك»، تابع بالقول: (الجنوبيون) طوّروا هوية وطنية تاريخية ، خلال القرنين الماضيين ، بعد مساهمة (الشماليين) بدور تاريخي كبير في بناء عدن الحديثة والدفاع عن عروبتها وتحريرها من الاستعمار.
وأوضح الحبيشي، أنه وبعد العدوان السعودي الإماراتي على اليمن، جاء بقايا أعراب نجد وصحراء الخليج بدعم استعماري امريكي وبريطاني ، ليعيدوا إلى الجنوب المحتل ، هويات لا تاريخية ميتة ، وعصبيات عبثية تجاوزتها عبس وذبيان وكندة وربيعة قبل ثلاثة آلاف عام !!.
انفصال نظيف
من جانبه، أكد السياسي فيصل بن أمين أبو راس، لـ «الوحدة» أن إعلان حضرموت إقليما مستقلا،هو انفصال نظيف، موضحا أن هذه الخطوة تقف وراءها السعودية والإمارات.
وأوضح السفير السابق في بيروت فيصل بن أمين أبو رأس أن تمزيق اليمن الكبير مساحة وشعبا إلى دويلات وشعوب والذي طالما شكل هاجسا للجوار من منظوره هو، وليس حضرموت اليوم على طريق الانفصال فحسب بل سيتبعها غيرها إذا ما نجح هذا المشروع المدمر، ويعتبر هذا بمثابة سايكس-بيكو متأخر في هذا الجزء من العالم.
ويرى ابوراس أن اليمنيين كانوا سعاة انفتاح وتعاون وشراكة حقيقية مع الجوار وخاصة ما بعد الوحدة ولكنهم في الجوار مفلسون لا يملكون مشروعا لليمن فيه موقع وحيز كشريك حقيقي له ما له وعليه ما عليه وقد كان واضحا طيلة العقود الماضية، وما شكل ذلك لليمنيين من معاناة واستهداف ممنهج واقصاء واضح ومضايقات وقيود مجحفة وظالمة طالتهم في دول الجوار.
ويشير الى أن تقسيم اليمن كان دائما على رادار اهتمام الجوار وداعميهم وحماتهم الدوليين هدفا استراتيجيا نظرا لتاريخه وموروثه الثقافي وموقعه الجيوسياسي الهام.
ضرورة إيقاف الحرب
وتابع قائلاً: لكي يضمنوا نجاح الانفصال بدءا بحضرموت تطلب الاعداد الجيد له اتباع خطوات مدروسة وتحضير العوامل المساعدة له وهذا المخطط نضج حسب المعطيات والعوامل على الارض وأن تحقيقه من بوابة أحداث 2011، التي تمخض عنها ايصال (هادي) كرأس حربة لتنفيذ المخطط من خلال المبادرة الخليجية، التي كانت اشبه بحصان طروادة دخلت من خلاله السعودية وأعوانها الى المشهد والتحكم فيه وبالتالي تمكن هادي من الانقلاب واوقف التعامل بروح ميثاق التوافق الضامن للجميع والمتفق عليه وسار في خطى تمرير المخطط عبر مسار الاقلمة المفروضة بعيدا عن التوافق الملزم.
واردف ابوراس: «ما لم يتم تحقيقه من خلال (هادي) سلما سيتم فرضه من خلال الحرب ولا سبيل للتصدي له إلا من خلال دحره وكسره».. ولفت الى أن اليمنيين مجمعون على جدوى الأقلمة ومنطقها ولكن شكلها وكيف ومتى أمر يكون بيد اليمنيين وليس أن يمليها عليهم عمرو.. مؤكداً على ضرورة إيقاف الحرب وعودة القرار لليمنيين أنفسهم دون أي تدخل و املاءات خارجية.
واختتم ابو راس حديثه بالقول: «نحن بأمس الحاجة أولا إلى اعادة إنتاج السلطة واجراء انتخابات نزيهة وحقيقية تشريعية ورئاسية ولفترة واحدة مناصفة بين شمال وجنوب يتحقق خلالها الاستقرار والأمن وتأمين حياة الناس وتنظر السلطة الجديدة المنتخبة والممثلة الحقيقة للشعب في مخرجات الحوار والإقناع بجدوى الوحدة أوالاقلمة من عدمه..