جاء بيان مؤتمر محافظة حضرموت معلنا احقية ابنائها في حكم محافظتهم وادارتها والتحكم بمواردها بصورة مستقلة عن كيان الدولة واعلانا لاستقلال المحافظة، وان كانت حضرموت قد عبرت عن ذلك صراحة في بيانها الا ان ذلك هو ما تتجه اليه معظم المحافظات التي ابنائها على مشرب وتوجه واحد في حكم محافظتهم وادارة مواردها من قبلهم بعيدا عن كيان الدولة .فمأرب ايضا تسير على تلك الخطى وان كانت بغير بيان معلن.
في حين ان البعض الثاني من المحافظات تسعى الى سلوك ذلك السبيل الا ان الموروث الخلافي والصراع بين كيانات وحراكات ذات توجهات وولاءات مختلفة فيها يسعى كل منها للاستئثار بحكم وسلطة المحافظة لنفسه واقصاء الاخر هو ما اعاق واخر بروز ذلك الامر فيهابشكل واضح .
اما البعض الثالث من تلك المحافظات لا تزال بحالة تربص لما سيسفر عنه وضعها على اثر نتيجة الحرب بين الطرفين المتصارعين على الدولة المركزية.
ولا ريب ان حصول ذلك هو امر طبيعي فرضته طبيعة الاداء العاجز للطرفين المتحاربين على سلطان الدولة المركزية. والذي يفترض طبقا لمعطيات الواقع ان كل منهما يمثل سلطة الدولة المركزية فيما هو تحت يده عسكريا من محافظات.
كما فرضه فراغ السلطة المركزيه الحاكمة بالاضافة الى تداخل عوامل اخرى اقليمية متعلقة بحسابات ومصالح الدول التى تقف خلف اطراف الصراع في اليمن بالاضافة الى تضارب مصالح تلك الدول المتحالفة كطرف. وكذا حسابات بعض القوى الكبرى وتوجهها في محاربة الارهاب الذي استغلته بعض قوى التحالف لتصفية من تعتبرهم وكذلك القوى الكبرى خصومها . وهو ما اطال امد الصراع والحرب واطال امد فراغ السلطة المركزية للدولة . وبما وجد معه مجتمع عدد من تلك المحافظات نفسه مضطرا الى ترتيب شئونه وحكم محافظته خاصة مع عدم قدرة كل من طرفي الصراع حسم الامر لمصلحته وحرص القوى العالمية على ان لا يتم حسم الامر لمصلحة اي من الطرفين . وكل ذلك ومع عجز النخب والاحزاب عن ان تكون بالمستوى الوطني المفترض بها ان تكون عليه . فلا ريب ان ذلك يعد مؤشرا واضحا باننا نتجه نحو التفتت والتفكيك للدولة اليمنية الموحدة لا لترجع الى شطرين كما كانت قبل الوحدة بل اننا نتجه نحو تفكيك وتفتيت كل شطر وتحويله الى دويلات صغيرة . وان ذلك يتم في اطار مخطط مرسوم لتفتيت المفتت وتقسيم المقسم في رسم خارطة جديدة للمنطقة العربية. ولا شك ان ايقاف ذلك المخطط الخبيث يستلزم معجزة يتطلب حصولها صحوة وطنية شعبية عارمة تأتي بقيادة وطنية شجاعة قادرة على ازاحة القوى المتصارعة وعلى اتخاذ وفرض قرارات وطنية شجاعة بعيدة عن اي ارتهانات وتبعات واملاءات خارجية .
امين عام نقابة المحاميين اليمنيين
