صدر مؤخرا عن دار أروقة للنشر بمصر الكتاب الجديد للأديب اليمني مفيد الحالمي الموسوم ب( ثقافة الزهور ) .. وهو الكتاب النوعي الذي يعد أحد جهود الأديب لتأسيس الأدب البيئي علي المستوى العالمي ككل .. إذ أنه يقدم البيئة علي طبق من شعر وبلغة أدبية شاعرية في طريقة ابتكارية غير مسبوقة.
وقدم الكتاب شاعر اليمن الكبير د.عبدالعزيز المقالح في أكثر من 270 صفحة من القطع شبه الكبير بالحجم الدولي المعروف.
ويقول الكاتب في إحدي دوزناته التي يستهل بها الكتاب أنه يعلم “أن نشر كتاب في هذا الزمن مجازفة كبيرة وبمثابة الحكم عليه بالإعدام. . لكن لأن هذه “حصتنا الزمنية” من عمر البشرية. فإنه لا مجال للانتظار، ولا مناص لنا من نشر ما نكتب”
كما يقول في دوزنة أخرى: “نحن قد نختلف في كل شيء. . في السياسة، في الحزبية، في الرياضة، في المذهبية، في الدين، في الآيديلوجيا، إلخ. . إلا إزاء قضية نبيلة كالبيئة لا نملك ألا أن نتفق. لأن البيئة هي القاسم المشترك بين قاطبة البشر مهما اختلفت انتماءاتهم ومشاربهم وألوانهم” – أما في الدوزنة الثالثة فيشير مفيد الحالمي إلى أنه قد وجد نفسه في مأزق حرج وورطة حقيقية حينما قذفت به الأقدار إلي العمل البيئي كاختصاص وظيفي مهني. . إذ خشي أن تتسبب المشاغل الوظيفية بانقراض ميوله الأدبية فيتغلب الموظف على الأديب.
لكنه سرعان ما اكتشف إمكانية تحويل الصور البيئية التي تعتمل في مجال عمله إلى صور شعرية وأدبية وتعبيرية في مجال شغفه الدائم بالكتابة والأدب.
ثم سرعان ما وجد نفسه تلقائيا يعبر عن القضايا البيئية بلغة أدبية شبه محضه كان لها بالغ الأثر على جمهور المتلقين على خلاف الطريقة العلمية التقليدية الباعثة على الرتابة والملل. إذ تنبه إلي أن الأدب هو الوسيلة المثلى للتعبير عن البيئة ونشر الوعي البيئي. . لاسيما في ظل الترابط الوثيق بين الأدب والبيئة. فالبيئة هي المزود الرئيس للأدب، والأدب نصفه يتحدث عن البيئة ونصفه الآخر مكون منها. . على أن الجدير بالدهشة هو ذلك الاكتشاف الذي يؤكد أن الأدب هو الطريقة الأنجع للذود عن البيئة. وبذلك حافظ على الأديب الذي في داخله. . كما وهو الأهم نجح في توظيف الأدب تماما لخدمة البيئة في طريقة مبتكرة أعتبرها الجميع الأولى من نوعها. – “مفيد الحالمي” أديب وشاعر ومثقف وباحث ومفكر وسياسي وتنموي وإداري وقانوني .. فضلاً عن كونه وكيل وزارة وقياديا وشخصية اجتماعية معروفة بنمط حداثي غير معروف..