سيظل يوم الســادس والعشرين من مارس من كل عام ذكرى مؤلمة وعدوانية في حياة الشعــب اليمني على مر التاريخ القادم بعد أن كان يوما عاديا خلال الســنوات التي ســبقت العام 2015 يمر على شعبنا كسائر الأيام ….
وبما انه اصبح يوماً له مذاق خاص وطعم بنكهة الدم والبارود فإنه بالمقابل سيكون وصمة عار في جبين النظام السعودي خاصة والمجتمع الدولي على وجه العموم كونه صار يوماً فاصلاً بين ما كنا نعتقده من أواصر الجوار والقربى والدين واللغة والتاريخ المشترك مع دول مجلس التعاون الخليجي وبين ما هو حادث اليوم من بشاعة الاجرام والقتل والابادة في حق شعبنا اليمني العظيم ….
هذا اليوم الذي اعلن فيه النظام السعودي ومن تحالف معه من عربان الخليج و أذناب الامبريالية العالمية القضاء النهائي على كل الروابط الاخوية والمبادئ الدينية والقيم الانسانية بسفكه الدم اليمني ظلما وعدوانا و بلا أدنى مبررات تجيز له ما ارتكبه من مجازر وحشية في غياب تام للضمير الانساني وبلا أي اعتبار لأدنى المسوغات القانونية أو التشريعات الارضية أو السماوية وكأنه من فرط حقده يجري تجارب يومية على أحدث الاسلحة الامريكية والاسرائيلية والاوروبية جميعا ….
إن يوم السادس والعشرين من مارس وهو يمر على شعبنا في ذكراه الثانية وبقدر بشاعة و وحشية ما حدث قبله خلال السنتين الماضيتين من تدمير لمقدرات الشعب اليمني والتي بناها من عرقه طيلة العقود الماضية ومن ابادة لكل حياة الانسان والحيوان والنبات على أرضنا ناهيك عن التهجير القسري للسكان ماهو إلا عنوانٌ لتحول جذري في العلاقات الاخوية التي كانت قائمة بين شعبنا وشعوب المنطقة وتم استبدالها بالعداوة والبغضاء التي اتقن صناعتها النظام السعودي من خلال حمم الموت اليومي التي يرسلها عبر الطائرات والبارجات و المرتزقة وليس اخرها الحصار البري والبحري والجوي الذي سعى لاحكامه على شعبنا لغرض تركيعه وسلب ارادته السياسية وسيادته الوطنية وعرضها في المزاد وسوق النخاسة الدولي الذي يعمل احد سماسرته في الوطن العربي …..
وبقدر ما لهذه الذكرى الحزينة على كل قلب عربي حر في مختلف البلدان العربية بما فيها شعوب الخليج فإنه سيظل – هذا اليوم – عنوانا عريضا سيكتب عنه التاريخ الحديث في صفحات مشرقة عن بسالة اليمن واليمنيين الذين قرروا الدفاع عن ارضهم وعرضهم وسيادتهم وارادتهم واختاروا المواجهة و فضلوا الاستشهاد على حياة الذل والهوان التي يريدها لهم حلف الشر والعدوان بزعامة النظام السعودي ..
إن يوم السادس والعشرين من مارس في ذكراه الثانية سيظل ذكرى عدوان غاشم وظلم جائر لن تندمل الجراح التي أحدثها في قلب كل يمني ويمنية على مر الايام والليالي يتوارثها الاجيال جيلا بعد جيل يرويها السلف للخلف حكايات وروايات تحكي بشاعة ما تعرض له الشعب اليمني من عدوان وقتل وتدمير مثلما يروي التاريخ للأجيال اليوم بشاعة مجازر الصهاينة في مخيمات صبرا وشاتيلا..
وبقدر ما سيسطره التاريخ من بشاعة افعال النظام السعودي فإنه سيسطر بطولات اليمانيين واستبسالهم في الدفاع عن حياضهم وقهر اعدائهم وهزيمة الجيوش الجرارة المسنودة بأعتى الاسلحة المحرمة والتي جلبها النظام السعودي بمال شعبي نجد والحجاز الجاثم على انفاسهم والمسيطر على ثرواتهم بدعم امريكي صهيوني غاشم …
وهكذا سيظل يوم 26مارس من كل عام ذكرى عدوان بربري غاشم وعنوان صمود يمني منقطع النظير..
* رئيس التيار الوطني الحر للسلم والمصالحة الوطنية
