- زيد: الامارات أداة لتنفيذ أجندات أميركية للسيطرة على باب المندب
- د.عطا: الوحدة خيار سياسي اقتصادي واجتماعي غاب عن النخبة
- د .القاضي: ما يجري صراع إرادات وتعارض أجندات وتدافع مراكز قوى
- السراجي: الصراع السعودي الإماراتي قد يتطور والحسم لصالح الدولة التي تريدها واشنطن
نجــيب علي العصار
Najibalassar@hotmail.com
تتخذ الخلافات الإماراتية السعودية في اليمن أشكالاً متعددة. جديدها هذه المرة، بعد أزمة مطار عدن ومحاولات التغطية عليها لتظل خارج تناول الإعلام، التنازع على إدارة جبهات القتال، والتسابق للحصول على شهادات أمريكية بتحقيق تقدم على الأرض.
فيما وصف سياسيون لـ«الوحدة» التنافس السعودي الإماراتي في اليمن ،بصراع الخائبين على الوهم.
وقالوا أن ما يجري ،صراع إرادات، وتعارض أجندات، وتدافع مراكز قوى، ونزاعات معلنة وغير معلنة على مستوى الدول بالأصالة، وعلى مستوى الأتباع بالإنابة.
قال حسين زيد بن يحيى نائب وزير الشباب والرياضة، أن الإمارات دولة هشة عدد سكانها أقل من المليون المفترض أن لا يكون لها أطماع خارج حدودها السياسية.
ويؤكد رئيس ملتقى التصالح والتسامح بمحافظة أبين، في حديثه لـ «الوحدة» أن الإمارات أداة تنفذ أجندة سيدها الأمريكي ،الذي في البداية كان يعتقد من خلال حوار المبادرة الخليجية ومشروع الاقلمة، يمكن له تفتيت اليمن إلى كانتونات يسهل السيطرة عليها.
مشيرا إلى أن التنافس السعودي الإماراتي في تقديم الولاء والطاعة للسيد الأمريكي الإسرائيلي يعد خطه استعمارية لإغراق البلدين بمستنقع العمالة للمستعمر واستنزاف مقدراتهم المالية لصالحه.
وأضاف: «الإمارات العربية المتحدة كما هي السعودية مجرد أدوات للعدوان الأمريكي الإسرائيلي الذي حاول مبكراً فرض سيطرته على باب المندب هذا الممر الحيوي عسكريا واقتصاديا بتحكمه بحركة التجارة العالمية بين الشرق (آسيا)و الغرب (أوروبا ) .
ويرى رئيس ملتقى التصالح والتسامح بمحافظة أبين ، أن ثورة 21 سبتمبر 2014، التي أسقطت الوصاية الأمريكية السعودية ،هي التي دفعت الاستكبار العالمي الذي كان يحلم بالسيطرة على باب المندب عسكريا و اقتصاديا من خلال إقامة قاعدة عسكرية وإنشاء منطقة تجارة حرة عالميه مع إقامة جسر بري يربط قارتي آسيا و أفريقيا.
وجزم حسين زيد ، أن تداخل مصالح دويلة الإمارات الكرتونية مع المصالح الاستعمارية الأمريكية الإسرائيلية ، يرمي إلى تعطيل قيام منطقة حرة في مدينة عدن تقضي على موانئ دبي و أبوظبي.
خيار سياسي
من ناحيته قال ،الأكاديمي المتخصص في فلسفة العلم والفكر السياسي بجامعة عدن الدكتور سامي عطا،أن الوحدة اليمنية خيار سياسي اقتصادي واجتماعي وغاب عن النخبة السياسية هذا المعنى للوحدة وذهبوا إلى التعامل معها باعتبارها مقدس وبقرة حلوب.. الوحدة تحتاج رعاية داخلية اجتماعية واقتصادية وتمتينها داخليا من خلال التنمية في كافة المجالات وعلى رأسها التنمية البشرية.
وأضاف : «إما ربطها برضى أو عدم رضى الإقليم ومحاولة رشوة هذه الدولة ،أو تلك عبر تعطيل مفاعيل وحدتك الداخلية والتضحية بإمكانياتك الوطنية حتى تكسب ود هذه الدولة أو تلك ،فإن ذلك قاد إلى رجس الخراب الماثل أمامنا.
وأكد عطا في ختام حديثه لـ«الوحدة» أن البلد بحاجة إلى سياسات جديدة تهتم بالمقومات الداخلية لأنها أساس للمستقبل ،ولفت إلى أنه جرى التضحية بمحافظة عدن ومينائها إرضاءً لميناء جبل علي،والوضع الاجتماعي. ويرى أن هذا التفتيت وضعف الولاء الوطني نتاج لهذه السياسات العرجاء التي ضحت بالمقومات الداخلية لحساب رضاء الخارج الإقليمي.
صراع الخائبين
وبدوره وصف د. صادق القاضي، ما يجري في اليمن بين الإخوة الخليجيين ، بصراع الخائبين على الوهم ،
إذ يقول: «قطر تمتلك الإخوان، وتريد في اليمن أسلحة وثكنات وإمارات إسلامية، تكون مقرا للتنظيم الدولي الذي يستخدمه الأمير القطري، كأذرع سياسية لفرض رؤيته في الشئون الدولية.
وتابع: الإمارات اشترت بمالها لنفسها مجاميع من الحراك والسلفيين وبعض رجال الدولة.. وتريد في اليمن جزرا وموانئ ومحميات.. على الأقل لضمان عدم ظهور منافس إقليمي مستقبلي لمدنها الحرة، واستمرار نجاحها الاقتصادي..
السعودية تمتلك بقية الأبعاض هذه من الحراك والسلفيين، والقوميين والاشتراكيين وبعض الإخوان..بجانب هادي وبعض رجال حكومته.. وتريد كل شيء في اليمن، بما فيه الوصاية على الوصاة الآخرين.!
السعودية تريد نظاما اتحاديا، نظاما اتحاديا، تلتقي رؤوسه في عتبة العاهل الملكي، والإمارات تريد الانفصال، لخدمة مشاريعها الخاصة في الجنوب، وقطر لا يهمها شكل النظام، بقدر ما يهمها جعل اليمن أو اليمنيين أو الخمس يمنات، جغرافيا خالصة للإخوان.
وأضاف: «قطر أقدر من الإمارات على فرض شخصيتها وأجندتها على السعودية، فيما الإمارات أكثر أهمية وأقل حدية في المواجهة، وفي كل حال من المستبعد أن تصل الحرب الباردة بين الرؤوس إلى درجة الاشتعال، أو حتى تفكك التحالف المشئوم، غير أنها تكشف بوضوح عن هشاشة هذا التحالف وفشله».
ولفت د. القاضي ،إلى أن الموقف الإماراتي في اليمن لم يعد يقتصر على مجرد رغبة ببسط نفوذ وسلطة خاصة في المناطق الجنوبية لهذا البلد، فقد اتخذت الإمارات خطوات فعلية وصفت بأنها تطبيقية تدفع في نظر البعض نحو احتلال اليمن، مؤخرا تدخلت الإمارات بطائراتها بشكل مباشر لحسم المعركة لصالح أتباعها في عدن، ورفضت حتى استقبال هادي الذي ذهب ليؤكد للأمير الإماراتي أن الأمر لن يتكرر مجددا.
ويوضح، أن ما يجري ،صراع إرادات، وتعارض أجندات، وتدافع مراكز قوى، ونزاعات معلنة وغير معلنة على مستوى الدول بالأصالة، وعلى مستوى الأتباع بالإنابة.
ويؤكد القاضي في ختام حديثه لـ«الوحدة»، عن مستقبل هذا الصراع، أنه لا يمكن لطرف واحد يمني أو خليجي، أن يحدد مستقبل اليمن، في مقابل إجماع الخبراء ومراكز البحوث الدولية على أن مستقبل اليمن سيؤثر بشكل حاسم في تحديد مستقبل الخليج.
صراع إرادات
وفي ذات السياق ،يقول إبراهيم السراجي، أن حقيقة وطبيعة الخلاف أو الصراع السعودي الإماراتي هو على من يكون الوكيل الحصري للولايات المتحدة أو على الأقل من يكون صاحب المركز الأول في الوكالة الأمريكية.
وأضاف: «الوقائع والأحداث التي شهدتها المنطقة واليمن عقب تسلم الرئيس الأمريكي للسلطة في 20 يناير الماضي، تؤكد أن الولايات المتحدة حسمت أمرها وقررت نقل الامتياز الأول للوكالة الأمريكية إلى الإمارات.
وتابع بالقول: ومن تلك الوقائع المعارك التي شهدتها عدن وحسمت لصالح الإمارات التي لم تكن لتقدم على قصف مواقع عسكرية موالية للسعودية هناك دون ضوء أخضر أمريكي، وهي رسالة تفهما السعودية. الكشف عن التحركات الإماراتية لبناء قواعد عسكرية في جيبوتي ومؤخراً في ميناء يقع في -أرض الصومال – الدولة المنشقة عن الصومال وغير المعترف بها دولياً، وهي تحركات ضمن سلسلة بحرية ذات طابع عسكري في البحر الأحمر تمر عبر سلسلة مماثلة تابعة لإسرائيل، وهذا يعزز صحة فرضية التفضيل الأمريكي للإمارات، بالإضافة إلى تخصيص أول زيارة لوزير دفاع ترامب إلى المنطقة للإمارات وليس السعودية.
وقال السراجي ، في مقال له عن: «أسباب تطوّر الصراع السعودي الإماراتي في اليمن وعلاقة واشنطن به»
اليوم تتحول الولايات المتحدة باتجاه الإمارات وهي تعرف أن السعودية لن تكون قادرة بعد اليوم على مجرد الاعتراض على أي قرار أو توجيه أمريكي، وهي لن تكسب أي صراع مع الإمارات لأنه في حقيقة الأمر سيكون صراعاً مع الولايات المتحدة وهذا ما يستحيل على السعودية أن تخوضه.
ويؤكد في مقالته ،أن شكل الصراع السعودي الإماراتي في اليمن ودول أخرى قد يتطور، لكن الحسم في نهاية المطاف سيكون لصالح الدولة التي تريدها واشنطن، وهي كما سبق الإمارات، أما نغمة – الشرعية- بالتزامن مع هذه المتغيرات فقد أصبحت من الخرافات..