ليس في هذا السؤال أية مبالغة أو تهويل ،بل هو سؤال مشروع وضروري ، لان أطرافا في حلف العدوان وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية شنت حروبا نووية سابقة على يوغسلافيا عام 1999 وعلى أفغانستان عام 2011 وعلى العراق عام 1991 وعام 2003 . هذا ما يؤكده بالادلة العلمية الموثقة مقال بعنوان (كيف تقصف امريكا أبناءها بسلاح نووي ؟ ) كتبته المراسلة الصحفية آمي ورثنغتون وأعادت نشره مجلة المستقبل العربي المعروفة بالجدية والرصانة في العدد 297 ، نوفمبر 2003 ، صفحة 43 -53. السلاح النووي الذي استخدمته أمريكا وحلفائها في تلك الحروب هو اليورانيوم المنضب المكون من النفايات النووية السامة التي تودع عادة في مزابل نووية محصنة ، والذي قرر البنتاجون ضمة إلى عتاده . ان قذائف اليورانيوم المنضب تطلق من السفن بواسطة مدافع كما ان صواريخ التوماهوك مزودة به ، ودبابات (ابرام ام 1 ) والدبابات الإنجليزية من نوع (شالنجر 2 ) وطائرات (A10 ) المضادة للدبابات والبشر . هذا السلاح حرمه مجلس الأمن واعتبره ضمن قائمة أسلحة الدمار الشامل إلا أن الأمريكان والبريطانيين استخدموه في تلك الحروب . وتبلغ خطورة هذا السلاح إلى حد إصابة القوات التي استخدمته حتى ان الكاتبه تقول أن الجنود الذين أرسلوا إلى تلك المناطق هم في الواقع موتى يسعون على قدمين وهذا ما قصدته الكاتبة بعنوان مقالها. فكل من تعرض للإشعاع النووي (اليورانيوم المنضب ) يدخل في دوامة التشوهات الجسدية والأمراض المزمنة العضال ، ويعاني تبعات عطب الكلية والرئة والتقذر الممزوج بالدم ، والانهاك الشديد وألم المفاصل، وعدم التوازن ، وفقدان الذاكرة ، وطفح الجلد ، إضافة إلى الموت المبكر وأنواع السرطان المميتة . المعلومات الموثقة الواردة في المقال لم تتضمن نتائج غزو العراق عام 2003 إلا أن ما تضمنته عن اليورانيوم المستخدم في قصف يوغسلافيا وأفغانستان والعراق وآثاره في البشر وفي البيئة مخيف للغاية . ان خطورة استخدام اليورانيوم في الحروب المذكورة دفع الى اتخاذ إجراءات قمعية ضد كل من يتحدث عن هذا الأمر ، فقد فصل د/دوغ روكه ، الطبيب لدى الجيش الأمريكي من عمله وهدد د/ آساف دوراكوفيتش أستاذ الطب النووي في جامعة جورج تاون بفقدان حياته اذا استمر في بحث أثار استخدام اليورانيوم في القذائف والصواريخ ((انظر المقال صفحة 48)) . والآن علينا أن نسأل أنفسنا اذا كانت الولايات المتحدة الأمريكية قد استخدمت اليورانيوم وحولت البلقان وأفغانستان والعراق إلى بلدان مسمومة بمئات الأطنان من السلاح النووي رغم أن تلك الحروب لم تكن حروبا منسية ما الذي يمنعها من تزويد حلفائها الأعراب بتلك الأسلحة وما هو أكثر منها خطورة لتستخدم في هذه الحرب المنسية . ومن هنا أيضا علينا أن نتسائل عن أنواع الأسلحة التي يقصفوننا بها ومنها مثلا قنبلة عطان وعن الإصابات الغريبة وحالات الولادات المشوهة التي يتحدث عنها الاطباء اليمنيون . لهذا من الواجب ان يحظى هذا الأمر الخطير بالاهتمام الجاد وبالتوفيق العلمي و الحقوقي حتى لا يمر وحوش التلوث مرور الكرام . استهلت الكاتبة مقالها بالقول لقد قصف بوش ملايين العراقيين باطنان من اسلحة اليورانيوم المنضب . أنها هدية ((تحرير)) لن تنفد عطاياها . لاشك أن هدية ((تحرير)) اليمن ستكون أكبر وافضع بالنظر إلى توحش المعتدي وهمجيته .
د.أحمد الصعدي: الا تكون الحرب التي تُشن على اليمن حرباً نووية.؟
التصنيفات: أقــلام