الحقيقة التي لا ينكرها إلا مكابر ، حرب صيف 94م ،التي أنغمس فيها الجنرالين الفارين هادي ومحسن وحزب الإصلاح التكفيري ،أحدثت شرخا في الوعي الجمعي الجنوبي واليمني عموما مع مرور السنين أزداد فيه جدار الكراهية المغذاء من الخارج طولا وسماكة ، تجاهل المظلومية الجنوبية وعدالتها دفع أبناء تلك المحافظات إلي خيارات عدة بحثا عن الإنصاف والعدل والمواطنة الحقوقية المتساوية ، نظام الوصاية بأدواته القبيلية والعسكرية والدينية مارس وبشكل ممنهج سياسات وممارسات غير وطنية وقبيحة نفرت الجنوبيين من خيار الوحدة ، من جروح تلك المعاناة خرج ( الحراك الجنوبي ) لاستعادة الكرامة والشراكة الوطنية وما يؤكد حقيقة ذلك كانت مطالباته باستعادة ( ج.ي.د.ش ) ورفع علمها ، أي أنه كان ضمنا في إطار الهوية الوطنية اليمنية .
انتصار ثورة 21 سبتمبر 2014 م وإسقاط نظام الوصاية الذي تسبب بمعاناة كل الشعب اليمني وخصوصا في الجنوب ، شكلا مدخلا جادا لحل المظلومية الجنوبية ، قوى الهيمنة الأمريكية وأدواتها الخليجية خشية من انتقال روح التحرر والاستقلال والثورة من حدود الممالك الخليجية الجنوبية إلي شعوب تلك الدول الخليجية المحتلة والمستعبدة والتواقة للحرية والكرامة دفعها لمعاداة ثورة 21 سبتمبر ، تعويضا لخسارتها من سقوط أدواتها بصنعاء اندفعت الرجعيات الخليجية إلى الساحة الجنوبية التي تأخر تحرك قطار ثورة 21 سبتمبر إليها بفعل فاعل ، قوى الهيمنة التي كانت قد اخترقت ( الحراك الجنوبي ) تمكنت من السيطرة على شارعة بقوة المال وعبر تهييج إعلامي عنصري وطائفي أعد له سلفا تم حرف المظلومية الجنوبية إلي مسارات أخرى ، حالة فرضت ضرورة تدخل قوات الجيش واللجان الشعبية إلى المحافظات الجنوبية لمنع سقوطها بيد القاعدة وأخواتها ، خطوة إيجابية خدشت جمالها وشعبيتها سوء الإدارة وعدم الخبرة وغياب التنسيق مع الحاضن الاجتماعي الجنوبي .
أحكام سيطرة الجيش واللجان الشعبية على الساحة الوطنية دفع قوى الهيمنة الأمريكية الصهيونية وأدواتها الخليجية إلى إعلان الحرب على اليمن في 26 مارس 2015 م ، الانحراف السلوكي عند البعض دفع شريحة مجتمعية لا بأس بها للانخراط ضمن تحالف قوات العدوان كمرتزقة محليين ، الانسحاب التكتيكي للجيش واللجان الشعبية من المحافظات الجنوبية جعل أبناء الجنوب والمحتل والقطعان التكفيرية وجها لوجه ، التأخر في انتعاش الروح الوطنية عند البعض يظل مبررا لمن عرف حجم المعاناة التي مر بها الجنوبيين تحت وطأة سوء أمراء حرب وتكفير صيف 94 م ، المواطن الجنوبي بعد عامين من العدوان والاحتلال اتضحت له الرؤية وحقيقة مطامع العدو الأمريكي الصهيوني السعودي الإماراتي التي لم يكن من أهدافها الانتصار لمظلوميتهم بقدر إخضاعهم وتدمير حاضرتهم عدن ، ما تشهده المناطق الجنوبية اليوم من انعدام الأمن والاستقرار وغياب الخدمات .. آلخ . يؤكد حقيقة إن الواقعة الذي يعيشه الجنوب الآن احتلال رجعي متخلف ، تنامي الوعي الجمعي بإن محافظات الجنوب تشهد واقع احتلال يجعل خيارات أحرار الجنوب خيار واحد لا غير ، ألا وهو التحرير ، لأن تناقض الاحتلال يتم حله من خلال الكفاح المسلح والعمل الفدائي والسياسي والإعلامي حتى يتم دحر المحتل وتحقيق الاستقلال الناجز و غير المشروط ، مع ذلك عملية تحرير الجنوب تظل مسؤولية وطنية يمنية وعلى الجنوبيين تقدم الصفوف بالتحرك الجاد للتحرير ومنع استخدام الجنوبيين مجرد مرتزقة وكمتارس للسعوديين والإماراتيين ، بعد التحرير واستعادة الدولة الوطنية المركزية التي عاصمتها ( صنعاء ) وإجراء انتخابات رئاسية ونيابية ومحلية حرة حينها وحينها فقط إلزاما وطنيا وعلى الجميع الجلوس على طاولة حوار يمني – يمني لإيجاد الحل العادل للقضية الجنوبية .
حسين زيد بن يحيى : في الجنوب المحتل خيار واحد
التصنيفات: أقــلام