قالت منظمة الشفافية الدولية في تقرير لها، إن الفساد المفشي في العديد من الدول، يغذي ويشجع جهود منظمات إرهابية مثل داعش في تجنيد مجموعات من الساخطين على هذه الأوضاع، مشيرة إلى أن هذا الفساد يؤدي أيضا ،في جانب آخر إلى إضعاف مؤسسات الدولة، بما يجعلها غير قادرة على مواجهة التنظيمات والجماعات المتطرفة.
وتشير المنظمة إلى أنه لن يكون ممكنا أبدا، هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، مالم يتم التعامل مع الظروف الفاسدة التي تساعد التنظيم على النمو والتمدد، كما يتهم التقرير حكومات الدول الغربية، بما فيها المملكة المتحدة وأمريكا، بتجاهل الفساد كمحفز رئيسي يؤدي إلى انتشار الإرهاب، وخاصة في الشرق الأوسط. وتدعو المنظمة في تقريرها هذه الحكومات، إلى الضغط بدرجة أقوى، من أجل ضمان المحاسبة في ما يتعلق بالميزانيات العسكرية.. ويرى تقرير المنظمة والذي يحمل اسم المحفز الكبير، إن ما يعرف بتنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، استغل الفساد لنشر التطرف والتجنيد، مقدما نفسه على أنه العلاج للفساد، بينما يغرق هو نفسه في ممارسات فاسدة.
الفساد يقوض المؤسسات
وينقل التقرير عن كاثرين ديكسون، مديرة برنامج الدفاع والأمن في منظمة الشفافية الدولية قولها إن الفساد هو الصرخة التي يجمع بها التنظيم المؤيدين وهو يمثل أسلوب عمل رئيسي له.
وتقول ديكسون الأمر لا يتعلق بمجرد إغلاق قنوات الفساد التي تزيد قدرة العمليات اليومية لجماعات مثل تنظيم الدولة الإسلامية بل بإعادة التفكير في العلاقات مع الذين سيظهرون في المستقبل.. وتؤكد ديكسون أن الفساد تهديد أمني حقيقي، وأكثر من مجرد وسيلة تتبعها الصفوة لملء جيوبها، وتضيف إن الحكومات الفاسدة، في النهاية، تسهم في تأجيج غضب الناس وتقويض مؤسسات الدولة.
الجماعات فاسدة أيضا
غير أن الملفت أيضا في تقرير منظمة الشفافية الدولية، هو ما توصلت إليه في دراسة حالة للوضع في ليبيا ما بعد الثورة، إذ أشارت إلى أن المرحلة التي أعقبت الثورة والتي شهدت تزايدا في عدد الجماعات المسلحة، لم تشهد انخفاضا في معدلات الفساد، وضمن 150 مقاتلا سابقا وحاليا، في صفوف الجماعات المسلحة استطلعت المنظمة آراءهم، قالت نسبة الثلثين إنهم لا يرون اختلافا في معدلات الفساد، بين مرحلة ما بعد الثورة وعهد القذافي.
ويقول التقرير إن أعضاء الجماعات المسلحة أنفسهم، يستخدمون الفساد في تحقيق أغراضهم، عبر عمليات تهريب للمخدرات والأسلحة، وتقديم الرشاوى للمسؤولين في ليبيا ومصر، بهدف تسهيل هذه العمليات، في حين يعيش قادة تلك الجماعات حياة بذخ ويركبون السيارات الفارهة..