نجــيب علي العصار
Najibalassar@hotmail.com
بالتزامن مع تواصل الجرائم السعودية اليومية بحق شعبنا ، حذرت عدد من المنظمات الإنسانية التابعة للأمم المتحدة من تدهور الأوضاع بشكل كبير في اليمن، مشيرة إلى أن ملايين اليمنيين أصبحوا قريباً جداً من الموت بسبب المجاعة ونقص الغذاء.
الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيوغوتيريش، أعلن أن هيئات الإغاثة التابعة للمنظمة الدولية بحاجة «بشكل طارئ» إلى 4.4 مليار دولار، لمكافحة المجاعة في اليمن، والصومال، وجنوب السودان، ونيجيريا.
وأوضح غوتيريش، خلال مؤتمر صحافي، في مقر الأمم المتّحدة إن «أكثر من 20 مليون شخص يعيشون أوضاعاً مأساوية، وهم معرضون لخطر المجاعة في هذه البلدان الأربعة»، داعيا إلى التحرك الآن لتفادي كوارث على نطاق واسع».
يذكر أن الأمم المتحدة أطلقت مطلع فبراير الماضي،مناشدة عاجلة بخصوص اليمن تهدف إلى جمع 2.1 مليار دولار لتوفير الغذاء والمساعدات الإنسانية العاجلة لنحو 12 مليون يمني مهددين بالمجاعة، وسط تحذيرات من أن البلد على شفا المجاعة.
أقرب إلى المجاعة
كما حذر تقرير جديد صادر عن منسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة جيمي مكغولدريك، أن أكثر من 7 ملايين يمني أصبحوا على حافة المجاعة، نتيجة اشتداد المعارك على الساحل الغربي لليمن منذ قرابة الشهرين، واستمرار السعودية في فرض حصار شامل على الشعب اليمني.
وأضاف المسؤول الأممي، أن 7 ملايين يمني باتوا أقرب إلى المجاعة من أي وقت مضى، من بين 17 مليون شخص غير قادرين على إطعام أنفسهم بشكل كاف، وتابع قائلاً: «يساورني قلق بالغ جراء تصعيد النزاع والحشد العسكري في السواحل الغربية لليمن، أكثر من 17 مليون شخص غير قادرين حاليا على إطعام أنفسهم بشكل كاف وأصبحوا مجبرين بشكل متكرر على اختصار الوجبات الغذائية الضرورية، وقد أصبحت النساء والفتيات آخر من يتناول الطعام وبكميات أقل من البقية».
وأكد المنسق الأممي «يوجد سبعة ملايين يمني لا يعلمون من أين ستأتي وجبتهم التالية وهم أقرب إلى المجاعة من أي وقت مضى»، معتبرا أن التصعيد العسكري المتواصل منذ أكثر من شهر سيكلف المدنيين غاليا وسيفاقم الأوضاع الإنسانية المتردية في هذا البلد الفقير في ظل القيود المتزايدة على دخول السلع المنقذة للأرواح، بما في ذلك المواد الغذائية الرئيسية، إلى ميناء الحديدة.
أعلى معدلات التقزم
وبالتزامن مع تقرير منسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة، حذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) في تقرير جديد لها، نشر الأسبوع الفائت، من مغبة الموت الوشيك لنحو 1.4 مليون طفل جراء المجاعة في اليمن والصومال وجنوب السودان ونيجيريا.
ودعا مدير اليونيسف، أنطوني ليك، إلى التحرك سريعا، وقال «ما زلنا قادرين على إنقاذ الكثير من الأرواح»، محذراً في الوقت ذاته من أن 462 ألف طفل من سوء التغذية الحاد والشديد، أي بزيادة تصل إلى ما يقرب من 200 % مقارنة بعام 2014، بسبب الحرب المندلعة منذ قرابة العامين على الشعب اليمني.
وكانت منظمة اليونيسف أعلنت في وقت سابق من الشهر الماضي، أن طفلا يمنيا واحدا على الأقل يموت كل عشر دقائق بسبب سوء التغذية والأمراض، مشيرة إلى أن «معدلات سوء التغذية في هذا البلد هي الأعلى والأكثر تصاعدا من أي وقت مضى، وصحة أطفال البلد الأفقر في الشرق الأوسط لم تشهد مطلقا مثل هذه الأرقام الكارثية التي نشهدها اليوم»، مشيرة إلى أن محافظة صعدة ، تشهد «أعلى معدلات التقزم بين الأطفال على مستوى العالم، إذ يعاني 88 من أصل كل 10 أطفال في المحافظة من سوء التغذية المزمن في نسبة لم يشهد لها العالم مثيلا من قبل».
الأسوأ منذ 20 عاماً
وليس بعيداً عن التقارير الإنسانية المتعلقة باليمن، حذر مدير وحدة الطوارئ في منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو)، دومينيك بيرجون، أن من غير المقبول في القرن الـ 21 أن يكون 20 مليون شخص يواجهون خطر الموت جوعاً في مختلف أنحاء العالم، داعياً إلى إيجاد حلول للصراعات المسلحة في بعض الدول عبر الطرق السياسية.
وقال بيرجون في تصريحات نقلتها وسائل إعلام بلجيكية ،الشهر المنصرم ،أن هناك أربع مناطق في العالم حالياً يعاني سكانها من الجوع مثل اليمن وجنوب السودان ونيجيريا والصومال، وبين أن»هناك 20 مليون شخص يعانون من نقص حاد في الغذاء في هذه المناطق ،ويخشى أن يموتوا جوعاً على مدة الأشهر الستة القادمة».
ووصف المسؤول الأممي ،حالة السكان في اليمن بـ «المأساوية»، مؤكداً «أنهم لا يتمكنون من الحصول على الأغذية الأساسية، بل ويضطرون أحياناً إلى بيع ممتلكاتهم ومواشيهم للحصول على الغذاء»، وأكد قائلاً «نحن في منظمة الفاو نشعر بقلق شديد تجاه هذا الوضع»، مشيراً إلى أن هذا الوضع هو الأسوأ منذ 20 عاماً.
وفي ذات السياق ،طالب الاتحاد البرلماني الدولي، الجمعة، الماضية المجتمع الدولي باتخاذ إجراءات عاجلة لضمان وصول المساعدات الإنسانية بدون قيود إلى أفريقيا، للحد من انتشار المجاعات.
إزهاق الأرواح
وذكر الاتحاد، في بيان، أن «المجاعة في دولة جنوب السودان ستطال مائة ألف شخص، وقد تمتد إلى اليمن والصومال ونيجيريا».
ودعا الأمين العام للاتحاد، مارتن شونغونغ، في البيان، إلى «تكاتف المجتمع الدولي لمنع المجاعات من الانتشار، وتفادي إزهاق الأرواح نتيجة كوارث سببها الإنسان».