إرهابيون بقناع الإنسانية!
“نوار” اخترقت عنقها رصاصات “المارينز” مزقت ضوء ابتسامتها واطفات نورها
نجاة امرأة حامل ووفاة طفلها الرضيع برصاصة
” العفو الدولية” دعت إلى محاكمة المسئولين الأمريكيين في الغارة التي أوقعت قتلى في صفوف المدنيين
سياسيون وحقوقيون: القتل خارج القانون عمل مدان وداعم للإرهاب
قتلى الهجوم الأمريكي 45مدنيا بينهم 8 امرأة و12 طفلا
نجيب علي العصار
Najibalassar@hotmail.com
سُفك دمها لأنها بلا خطيئة، طلقة “المارينز” مزقت ضوء ابتسامتها، اطفات نورنوار، وفجرت جسدها الصغير، إنها البراءة نوار أنور العولقي، التي قضت من بين القتلى المدنيين في الهجوم الذي ارتكبته قوات المارينز الأمريكي والإنزال البري الغادر فجر الأحد 29 يناير الماضي، بمنطقة قيفة محافظة البيضاء، والتي راح ضحيته أكثر من 45 شخصا بينهم نساء وأطفال.
“نوار” طفلة تبلغ من العُمر 8 أعوام، ربما كانت مواطنةً أميركية، بسبب أن والدها كان يحمل الجنسية الأميركية، وقُتِل هو الأخر خلال غارةٍ لطائرة من دون طيَّار في اليمن في سبتمبر 2011.
يحكي عمار العولقي، في صفحته على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، أن والدته -جدة نوار- حدثتها بالهاتف قبل ساعات من الجريمة، قائلة :”خلاص يا جدة أنا باطلع عندكم بعد أسبوع وأكون أزور أمي في الإجازات”.
وأضاف عمار، أصيبت “نورا” بعدة طلقات منها واحدة اخترقت عنقها، ثم ظلت تنزف ساعتين لعدم القدرة على إسعافها.
وقال عمار، “نوار” كانت دائما ذات شخصية وعقل أكبر من عمرها فقد بقيت تطمأن أمها والدم ينزف: لا تبكي يا ماما، أنا بخير أنا بخير.. ثم أذّن الفجر ففارقت روحها جسدها الصغير.
رضيع من بين القتلى
ناشطون محليون، شنَّوا على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، هجومًا على الرئيس الأمريكي، ترامب، عقب الجريمة الكبرى، التي ارتكبتها قوات المارينز الأمريكية فجر الأحد 29 يناير الماضي.
وتداول النشطاء صوراً التقطت بعد الهجوم أظهرت جثثا للقتلى متناثرة داخل وخارج المبنى، بينهم أطفال ونساء، من ضمن هؤلاء القتلى صورة لرضيع، قالوا إن امرأة حامل في شهورها الأخيرة أصيبت في الهجوم إصابة طفيفة، لكنها نجت، وأجريت لها عملية قيصرية، ووضعت طفلا مصابا برصاصة في يده، إلا أن هذا الطفل الرضيع مات في وقت لاحق.
بداية الهجوم
فجر الأحد 29 يناير الماضي ، بدأ الهجوم بإطلاق طائرة أمريكية من دون طيار ثلاثة صواريخ، على منزل يقع في قرية يكلا بمديرية رداع التابعة لمحافظة البيضاء، قبل أن تحلق طائرة هيلوكوبتر (أباتشي)على متنها جنود من القوات الأمريكية الخاصة، وتقوم بعملية إنزال مظلي وتقتحم منزل الشيخ القبلي عبد الرءوف الذهب المتهم بالارتباط بتنظيم القاعدة.
مصادر محلية قالت لـ”الوحدة” أن طائرات الأباتشي ظلت محلقة في الجو، وأن أي شخص حاول الهرب من المنزل أو المنازل المجاورة تم استهدافه من الطيران، حتى النساء والأطفال الذين حاولوا الهروب قتلوا.
وأضافت المصادر بأن دماراً حل بالقرية حيث أحرقت عدد من المنازل ودمرت أخرى بالكامل إضافة، إلى إحراق مسجد وعيادة طبية صغيرة ومدرسة في القرية.
وقالت المصادر، إن مجموع قتلى الهجوم الأمريكي على القرية بلغ 45، بينهم 8 امرأة و12 طفلا، منهم عبد الرءوف الذهب وأخوه سلطان الذهب وابنا أخيه عبد الإله وعبد الله أحمد الذهب.
وأشارت المصادر، إلى وجود جثث متفحمة لم يتم التعرف عليها، لافتة إلى أن طائرات أباتشي أسقطت في مكان (حمة سهوم) ثم اضطُّرَ الأمريكان إلى تركها ودمرت عمداً بعد إجلاء طاقمها إلى طائرة أخرى.
مسؤول أمريكي، أكد من جهته لشبكة CNN، مقتل 3 قياديين بارزين في تنظيم القاعدة في اليمن، بالإضافة إلى عدد من مقاتلي التنظيم، في عملية عسكرية نفذتها القوات الأمريكية في وقت مبكر من الأحد 29يناير الماضي.
جنود إماراتيون شاركوا في العملية
وذكرت “CNN”، أن العملية أدت إلى مقتل ضابط أمريكي يدعى ويليام راين أونز، ليكون بذلك أول عسكري أمريكي يقتل في عهد الرئيس الجديد، دونالد ترامب، وشاركت قوات خاصة إماراتية -حسب مسئول أمريكي – في العملية التي نفذتها القوات الأمريكية ضد تنظيم “القاعدة” في البيضاء.
وقالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) إنَّ أحد أفراد القوات الخاصة في البحرية الأميركية، قائد المجموعة ويليام أوينز، كما أصيب ثلاثة جنود أمريكيين آخرين و14 من المسلَّحين قُتِلوا خلال العملية في محافظة البيضاء، والتي كانت أُطلِقت من أجل جمع المعلومات الاستخباراتية حول عملياتٍ يُشتَبَه قيام تنظيم القاعدة في جزيرة العرب بها. 
فيما نشرت صحيفة “واشنطن بوست ” أن طائرات مروحيّة من طراز “كوبرا”، بمساندة طائرات مقاتلة من طراز “هاريير” شاركت في العملية جنباً إلى جنب مع طائرات عمودية من طراز “أوسبراي” (MV-22).
فيما قالت صحيفة “الجارديان “البريطانية: أنه “تمَّ الموافقة على العملية في أثناء مأدبة عشاءٍ بعد 5 أيامٍ على التنصيب الرئاسي، بواسطة ترامب ومستشاريه المُقرَّبين، بما في ذلك صهره جاريد كوشنر، وكبير مُخطِّطيه الاستراتيجيين، والمدير السابق لموقع “Breitbart” اليميني، ستيف بانون، بالإضافة إلى وزير الدفاع الجنرال جيمس ماتيس”.
عمل مدان وداعم للإرهاب
أدان مصدر مسئول في حكومة الإنقاذ الوطني الجريمة الكبرى التي ارتكبتها قوات المارينز الأمريكية فجر أمس، في هجومها الجوي وإنزالها البري بمنطقة قيفة محافظة البيضاء والتي راح ضحيتها أكثر من 57 شخصا بينهم نساء وأطفال.
وندد المصدر بهذا الفعل الذي يعد صورة من صور إرهاب الدولة الذي تمارسه الولايات المتحدة الأمريكية تحت ذريعة مكافحة الإرهاب .. مؤكداً أنها بهذا العمل قد تجاوزت مفهوم انتهاك السيادة اليمنية باستهدافها المباشر وقتلها مواطنين يمنيين على ذلك النحو غير المسبوق.
القتل خارج القانون
أستنكر سياسيون وحقوقيون يمنيون الانتهاك السافر للأراضي اليمنية والجريمة الشنعاء التي ارتكبتها قوات المارينز الأمريكية في يكلا بأولاد ربيع بمنطقة قيفة في مدينة رداع بمحافظة البيضاء وراح ضحيتها أكثر من 57 شخصا بينهم نساء وأطفال .
واعتبر هؤلاء في تصريحات لـ “الوحدة” إن الولايات المتحدة الأمريكية تمارس إرهاباً في اليمن تحت مظلة مكافحته ،مشيرين إن القتل خارج القانون عمل مدان وداعم للإرهاب.
ودانت منظمة “سام” للحقوق والحريات ، في بيان لها، مطلع هذا الأسبوع، انتهاك الحكومة الأمريكية حق الحياة كحق مقدس لا يجوز المساس به تحت أي ذريعة، إلا في الحالات المحددة في القانونين المحلي والدولي وبعد محاكمة عادلة، مؤكدة أن ما أقدمت علية الحكومة الأمريكية انتهاك خطير للقانون الدولي الإنساني وتعد جسيم على حقوق الإنسان.
منظمة العفو الدولية دعت جيمس ماتيس، وزير الدفاع الأمريكي، إلى فتح تحقيق في الغارة التي أوقعت قتلى في صفوف المدنيين، داعيةً إلى محاكمة المسؤولين عنها.
فيما طالبت منظمة “هيومن رايتس ووتش “الخميس 2فبرايرالجاري ،الجيش الأميركي بتعويض اسر الضحايا المدنيين الذين قتلوا أو أصيبوا “خطأ” خلال هجوم الأحد على تنظيم القاعدة في محافظة البيضاء وسط اليمن بحسب بيانها.
الهدف الحقيقي للعملية
وفي ذات السياق ، كشفت قناة ” NBC ” عن الهدف “السري” للعملية التي أجرتها القوات الخاصة الأمريكية في اليمن أواخر الشهر الماضي، مؤكدة أن هذه العملية لم تحقق النتيجة المرجوة.
ونقلت القناة عن مصادر في الجيش الأمريكي قولها إن القيادي في تنظيم “القاعدة في جزيرة العرب” قاسم الريمي كان الهدف الرئيسي للعملية، باعتباره ثالث أخطر شخصية في العالم الإرهابي، لكن العملية لم تسفر عن قتل الريمي أو إلقاء القبض عليه. على الرغم من ذلك، ما زالت واشنطن واثقة من أن الريمي في اليمن حاليا.
وذكّرت القناة بأن الريمي وجه الأحد الماضي رسالة مصورة، وصف فيها عملية الإنزال التي نفذتها الولايات المتحدة في 29 يناير الماضي، بأنها بمثابة صفعة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وكان أحد العسكريين الأمريكيين، الذين شاركوا في العملية، قد قتل في الاشتباكات التي أسفرت أيضا عن تصفية 14 مسلحا، بينهم عبد الرءوف الذهب، زعيم خلية القاعدة في شبه الجزيرة العربية، وشقيقه سلطان الذهب، ويوسف الجوفي.
