أحمد إسماعيل الأكوع, أستاذ في الصحافة وشاعر أديب, مدير تحرير الثورة حينما كانت صحيفة وثورة .. بسيط لكنه مبدع غادر حياة العبث والفجور التي تمر بها بلادنا هذه الأيام. أحمد إسماعيل الأكوع, أستاذ في الصحافة وشاعر أديب, لكنة ليس في كشوفات اتحاد الادباء ولا نقابة الصحفيين لأنه ليس منهم, شغل مدير تحرير الثورة حينما كانت صحيفة وثورة .. ورئيس تحرير جريدته الخاصة “الجزيرة” التي اسسسها بعد انفراط عقد الثورة .. وبعد أن نكل الكتبة والمخبرون بالكفاءات الصحفية الوطنية.
كان احمد إسماعيل الأكوع بسيطا لكنه مبدعا .. غادر حياة العبث والفجور التي تمر بها بلادنا هذه الأيام ليترك أجمل واروع الذكريات في علاقته بزملائه وبمهنة الحرف والكلمة .. كان لا يشبهه في بساطته ولطفه ومثابرته وعشقه للثورة إلا الاستاذ محمد الزبيدي -رحمه الله.
كان حريصا ومتجاوزا عن من يتجاوزه ويسيء إلى قواعد العمل التي درج عليها .. لم يكن يضيق بالرأي لكنه كان يخشى عواقبه, ولذلك كان يعاتب دائما ويقول” أيوه … انتوا تنعثوا وتنتقدوا وأنا لي الحبس”, وبالفعل كان يتعرض بحكم موقعه كمدير للتحرير للكثير من التعنيف والمساءلة وأحيانا للحبس. وهنا لا اريد أن أخوض في التفاصيل.
كنت واحدا ممن تسبب له في الكثير من المتاعب لأصراري على نشر الرأي المخالفِ, لكنه بعد النشر كان -رحمة الله- يتصل بي معاتبا ويقول “هيا طابت نفسك يا عبد الوهاب قد جهزت بطانيتي, أنا سايري بيت خالي” في اشارة إلى استعداده للذهاب إلى السجن, الذي داب اليمنيون على التخفيف من وقعه فأطلقوا عليه تلطفا برواده “بيت الخال”.
رحم الله الأستاذ احمد اسماعيل الأكوع .. أسهم فعلا من موقعه في الثورة – الصحيفة التي كانت المدرسة والمنبر باشاعة ا لرأي والرأي الآخر حينما كان لا مجال للرأي الآخر أن يظهر, وحينما كان الصحفي يعاقب لغلطة مطبعية غير مقصودة.
كان احمد الأكوع في منتهى اللطف واللياقة والذوق, لم أشهد عليه لؤما أو حقدا أو كرها لأحد .. كان ودودا لدرجة لا تصدق, وكان إذا اغضبه احد كتب يعاتبه بأبيات من شعره الذي كان لا يخلو من طرف وطرف.
رحمة الله عليه .. احزنني خبر وفاته كثيرا .. رحل ببطانيته – التي سنرحل بها جميعا- إلى الرفيق الأعلى .. احر التعازي لأولاده وأهله وذويه ولكل زملائه وأصدقائه والهمهم الصبر والسلوان وأنا لله وأنا إليه راجعون.
الاسيف/
د. عبد الوهاب الروحاني