أحمد المالكي
خمسة أيام تبقت على اختتام الحملة الوطنية الأولى لحماية المستهلك يوم الثلاثين من يناير الجاري.. وعلى مدى ثمانية عشر يوماً منذ تدشين الحملة وحسب المسؤولين في وزارة الصناعة والتجارة هناك عشرون فرقة ميدانية في أمانة العاصمة ومحافظة صنعاء عشر منها في الأمانة والعشر الأخرى في المحافظة تعمل على قدم وساق لتنفيذ الأهداف التي أعلنت من أجلها الحملة المتمثلة في ضبط الأسواق والبضائع والسلع المنتهية والمغشوشة وغير الصالحة للاستخدام الآدمي بالإضافة إلى اشهار أسعار السلع وغيرها من الأهداف، وحسب آخر الإحصائيات الصادرة عن القائمين على الحملة فهناك ما يقارب 6392 إجمالي الأنشطة التجارية التي تضمنها نزول الفرق الميدانية والتي تم خلالها تسليم إشعارات بالأسعار منها قرابة 700 من المخالفات التجارية المتنوعة المضبوطة تنوعت بين الغش التجاري والمواد الفاسدة ورفض البيع بالميزان وغيرها فيما أحيلت حوالي 150 مخالفة إلى النيابة.. المزيد من التفاصيل في السياق التالي:
مراحل
“الوحدة” التقت بالأخ محمد علي الهلاني مدير عام غرفة العمليات ورئيس لجنة المتابعة بوزارة الصناعة والتجارة والذي سلط بدوره الضوء على ما حققته الحملة حتى الآن قائلا: منذ بداية الحملة والتي مرت بمراحل، الأولى توزيع الإشعارات بدرجة أساسية تم خلال هذه المرحلة توزيع أكثر من 6 آلاف اشعار للأسعار، أما المرحلة الثانية فقد بدأت قبل أسبوع وتتمثل في ضبط المخالفات للذين لم يلتزموا بالإشعارات وغيرها..
مشيراً إلى أن عملية اشهار الأسعار شملت المواد الغذائية الأساسية المتمثلة في القمح والسكر والدقيق والزيوت والأرز والألبان والأجبان وكل سلعة غذائية يستهلكها المواطن يتم التركيز عليها إضافة إلى المطاعم والمخابز والأفران والبوفيات هذه كلها تم استهدافها.. موضحاً أن كل صاحب نشاط تجاري يجب أن يسعى لإشهار أسعار بضاعته المتعلقة بالخدمة أو المنتج الذي يعرضه وكذلك الزام التجار البيع بالفواتير.. ابتداء من المستورد وانتهاء ببائع التجزئة كما أن عملية اشهار الأسعار ملزمة لكل التجار حيث يجب أن يجد المواطن لائحة أسعار أمام المحال التجارية بكل المنتجات المعروضة داخل المحل موجود عليها أسعار تلك السلع والمنتجات والخدمات المعروضة ومن لم يلتزم باشهار الأسعار فسيتم اتخاذ الإجراءات القانونية ضده.
استغلال
وعن مدى تجاوب التجار والقطاع الخاص مع الحملة أوضح الهلاني قائلاً: من خلالكم نشكر معظم التجار والقطاع الخاص على تعاونه معنا وبلا شك هناك بعض الناس يستغلون ظروف البلاد والعباد وهم من التجار غير المنظمين ولكن نشكر بشكل خاص قطاع الغرفة التجارية وقطاع الخدمات والأعمال فهناك تعاون وانسجام كامل مع وجود بعض الاختلالات في بعض الموضوعات ولكن ليس بالمستوى الذي يؤثر على الأداء لكن بدرجة أساسية التعاون فاعل وجيد.
وفي ما يتعلق بالرقابة على السلع والمنتجات المهربة المغشوشة والمقلدة ومدى الإجراءات التي سيتم اتخاذها بشأنها أوضح الهلاني بالقول: طبعاً الجديد في هذه الحملة أننا بصدد البت مباشرة في القضايا المحالة إلى النيابة أولاً بأول بحيث يتم ضبط المخالفة وإحالتها مباشرة إلى اللجان المختصة وفي نفس الوقت لا بد من وضع حد للممارسات التي ظهرت خلال هذه الفترة بالتزامن مع العدوان والحصار السعودي الأميركي الغاشم، هناك ضعفاء النفوس الذين يستغلون هذه الظروف خاصة وأنه للأسف الشديد منافذ الدولة ليس مسيطر عليها بالذات منفذ الوديعة الذي يدخل منه كل البلاوي التجارية إلى اليمن والآن الوزارة تقوم بدورها بالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة كالمواصفات والمقاييس والغرفة التجارية والأجهزة الأمنية وغيرها..
الهلاني أوضح أنه خلال ثمانية عشر يوماً الماضية تم زيارة 5492 منشأة بواقع لا يقل على 500 إلى 600 إشعار في اليوم الواحد.
تباين
وبلا شك فإنه ومن خلال نزولنا ومتابعتنا الميدانية لسير الحملة في الأسواق والمحلات التجارية ومدى التزام التجار بإشهار الأسعار فقد تباينت الآراء حول وصول الحملة ونجاحها حيث يؤكد البعض أن الحملة لم تصل إلى جميع المحال التجارية ناهيك عن أننا لم نجد قوائم إشهار الأسعار أمام غالبية المحال التجارية حسب ما أكده المسؤولون في الحملة كما أن الأسعار متفاوتة بين الوارد والصرف كما يقول بعض التجار أن الأسعار في السوق دائماً تنافسية ولا يحتاج أن تقوم الحكومة بفرضها كما أن مسألة السعر يحددها سعر الصرف والبضاعة من بلد المنشأ ناهيك عن تكاليف النقل حيث يتم مضاعفة الجمارك مرتين.
بعض المواطنين الذين التقيناهم يؤكدون أن الأسعار في زيادة لكنهم يقولون أن التاجر أيضاً يعاني من الجمارك وغيرها والمواطن يعاني كثيراً من غلاء الأسعار واستغلال بعض التجار لظروف الحصار والعدوان وفي ما يتعلق بالحملة يقول المواطنون أنها من أجل المستهلك لكنها في صنعاء بالذات لم تغط الأماكن كاملة، وكذلك الحال في محافظة صنعاء.
ومع أن وزارة الصناعة والتجارة ممثلة بالوزير عبده بشر والقائمين على الحملة يحاولون من خلال هذه الخطوات القيام بالجهد ولو اليسير وفي هذه الظروف لضبط أحوال السوق إلا أن الجهود يجب أن تتضاعف والمسؤولية في هذا الظرف من المؤكد أنها كبيرة جداً لا سيما وأن اسواقنا معرضة ومفتوحة للغث والسمين من البضائع والسلع التي تهدد أمننا وصحتنا الغذائية وبلا شك الحملة جيدة لكن نتمنى أن لا تكون مجرد ظاهرة إعلامية أكثر ما تكون محققة للأهداف التي تم الإعلان عنها يوم التدشين ونتمنى أن يتم ضبط السوق والمخالفات والبضائع التي تهدد أمن وصحة المستهلك في عموم الأسواق والمحال التجارية التي تمتلئ بالكثير من السموم والكوارث من السلع والبضائع المهربة والمغشوشة والمسمومة والمنتهية الصلاحية.. الخ..
وبلا شك المواطن هو الضحية الأولى والأخيرة لكل الممارسات الخاطئة لِمَ يقوم به التجار وبعض ضعفاء النفوس من استغلال الظروف وبيع السموم القاتلة من البضائع المنتهية لكن التعويل على مثل هذه الحملات ضئيل جداً والعبرة بخواتيم الأمور.. موقنون بالنصر المبين الذي نراه بلا شك قريباً يلوح في الأفق..