يخطئ من يعتقد ان سياسيه الرئيس الأمريكي الجديد ترامب ستكون مغايره عن سلفه أوباما فيما يخص الإرهاب ..نقول لأولئك الذين يبنون توقعاتهم من خلال تحليل خطابات ترامب سواء اثناء الحملة الانتخابية اوعشيه احتفاله في البيت الأبيض بتولي زمام قياده هذه الدوله العظمى اطمئنوا فمصلحه أمريكا تقتضي كل ذلك التمثيل بل وأكثر،والارهاب بالنسبه لأي رئيس امريكي قادم او راحل يعتبر هدية السماء التي يبنى عليها كل الطموحات التي تخدم الشعب الأمريكي وتحقق رفاهيته حتى وان كان على دماء واشلاء الشعوب.
اما كيف فالمسأله لاتحتاج الى الكثير من البحث والتأويل لان الإرهاب صناعه امريكيه بامتياز بدا بفكره في دهاليز وأروقة الاستخبارات ثم
اضحى استراتيجية استطاعت من خلالها هذه الدوله إرعاب العالم وتجذير صيغة الهيمنه وتحقيق مكاسب سياسيه تصب جميعها في خدمه مصالحها وعلى أي وجه سواءأكان ذلك بلغه الحرب اوالسلم او التوسع في ابرام المزيد من الاتفاقيات التي تخدم هذا التوجه.
عندما نقول بأن الإرهاب بالنسبة لأمريكا اضحى استراتيجيه هامه تبني عليها كل الامال في تحقيق المصالح وفرض الهيمنه فنحن لا نخرج عن السياق الواضح لهذه الحقيقه وبحسبة بسيطة نجد ان أي رئيس امريكي صعد الى الحكم خلال السنوات الماضيه تبنى تنفيذ جزء من هذه الاستراتيجيه فهناك من صنع القاعده ،وهناك من رفع شعار الحرب على الإرهاب واوجد داعش ،وهناك من حارب داعش وفتح جبهات للحرب الطائفيه السنه والشيعه كما حدث في العراق ، واغتنم نكبة الربيع العبري لتوسيع رقعة سوق انتشاره في المناطق التي دارت فيها رحى الصراع ولعبت فيها دور الحريص والمتشفي والداعم كما يحدث في ليبيا وسوريا واليمن والعراق .
الشيئ الذي يعنينا كدول اسلاميه وعربيه ودول عالم ثالث من استراتيجيه الإرهاب هذه محبط للغايةلايمكن تجاوزه بانكار وجوده اوادعاء الانفراد بمحاربته في ظل غياب او تجاهل أمريكا صاحبة هذاالمشروع وهنا مربط الفرس …اما لماذا؟!فهذا هو السؤال المحرج جدا .
المقامرة في الاجابةعليه يقتضي من هذه الدول عدم التحرج من كشف سوأتها من مجمل الاحداث والتفجيرات التي هزت اركان العالم من احداث 11ستمبر مرورا بالتفجيرات التي اقضت مضاجع دول أوروبا فضلا عن المجازر التي ازهقت أرواح الالاف في دول العالم الثالث فجميعها اخذت طابع التطرف الإسلامي الذي دعا ترامب في خطابه الاخير العالم الى التحالف معه لاجتثاثه، وسواء كان الإرهابي يحمل أي جنسيه فبطاقة هويته معروفه مسبقا-يحمل فكر إسلامي متشددـوهذا ما ترسخ للأسف في اذهان مجتمعات العالم من حولنا،وما بدأت امريكا للأسف تبني عنصريتها على ضوئه.
صراخ هذه الدول ومعاناتها من آفه الإرهاب هي باالنسبة لأمريكا شعرة معاوية التي تبني من خلالها جميع معطياتها وتفرض عليها ان تكون في طليعة الملبين –لداعي الجهاد الذي اطلقه ترامب–عشيه توليه الحكم وهو اجتثاث الإرهاب وتجفيف منابعه.
اصباغ الإرهاب بالإسلام -ادانه واضحة وصريحة لهذه الدول وسواء استجابت او تقاعست عن تلبية دعوة ترامب– او بالاصح ما تفرضه السياسةالامريكيه – لما اسماه – باقتلاع التطرف الإسلامي ، وعبر عنه بجملة سياسيه الطف هي تطهير الإسلام من التطرف.
طبعا من غير المعقول وغير المنطقي أيضا ان لاتكون الدول العربية وعلى رأسها دول الخليج من اوائل المعنيين بتبني تنفيذ هذه المهمه بغض النظر عن كونها مشروع امريكي … فالمهم في الامر ما طبيعة الدور المطلوب الذي يمكن ان تقوم به كدول عربيه واسلاميه في تطهير الإسلام من التطرف او موجه التطرف الإسلامي؟! اذا كانت من بينها من تشارك امريكا في صنع التطرف وتمويل المنظمات الارهابية وتزويدها بالسلاح باستثناءتلك
التي تعيش اسوأ مراحل الصراع والانقسام والواقع المعقد….
في الحقيقة السياسةالامريكيه افقها واسع فتبنيها لتنفيذ استراتيجية محاربة الإرهاب مثلا لايعني الانغلاق واقفال الباب حتى مع ألد اعدائها فتفاهمها مع ايران بشأن برنامجها النووي بعد سنين من الحصار وفرض العقوبات يكشف الوجه البرغماتي لمعنى تغيير الموقف بتغير المعطيات ،وسلوك ترامب لا يخرج عن هذا المنحنى فاتهامه لمنافسته هيلاري بتأسيس التنظمات الارهابيه واتهام دول الخليج علنا وعلى رأسها السعودية بدعمها وتمويلها للارهاب وتصديره لا يعني نهاية المطاف ، اوعدم تزويد هذا الكيان المسخ بأحدث أنواع الاسلحةالمحرمة لارتكاب ما هوأبشع من المجازر الاهابية ضد المدنين في العرق وسوريا واليمن وليبيا.
تجفيف منابع الإرهاب واقتلاع التطرف الإسلامي في سياق المشروع الأمريكي لايعني تفريط ترامب بمصلحة أمريكا مع الدول الدعمة والمصدرة للارهاب فلولا الإرهاب لما استطاع قبله أوباما من انتشال اقتصاد بلاده من الأنهار ..
الوضع مهيأ لمزيد من الانقسامات والصراعات السياسيةوالمذهبيةوالطائفيه التي اذكتها الولايات المتحدةالامريكيه في المنطقة العربية ومولتها دول النفط وعلى رأسها السعودية ..سياسة أمريكا الجديدة سوف تقف امام المزيد من الابتزاز بشتى الطرق واقبح الوسائل فخدمة مصالح أمريكا قطعيا ليس له حدود.
عادل خاتم :ترامب والإسلام النزيه.!!
التصنيفات: أقــلام