تعمل د. صبا بباوي في حقل الصحافة منذ عام 1995. بدأت مذيعة ومنتجة في راديو الأردن الناطق باللغة الإنجليزية لمدة أربع سنوات، وعملت لصالح قناة CNN، وأحداث العالم الجديد (الولايات المتحدة الأميركية)، وتلفزيون دبي. حالياً تحاضر في قسم الصحافة بجامعة سيدني، كما تعمل مستشارة لتطوير وسائل الإعلام، ومدربة إعلامية، وهي مؤلفة عدة كتب منها: “الصحافة الاستقصائية في العالم العربي: قضايا وتحديات”، إضافة إلى المشاركة في كتاب “وسائل التواصل الاجتماعي وسياسات التقرير الصحفي: الربيع العربي”.
كيف تقيمين واقع صحافة الاستقصاء في الوطن العربي في ظل الأوضاع التي تعيشها معظم الدول العربية؟
كما نعرف جميعا، العالم العربي يمر بأوقات صعبة، ومن الصعب أن نرى ضوءا في آخر النفق. لكن على الرغم من ذلك فالضوء قد يشع عندما تُنشر تحقيقات استقصائية ناجحة وتلقى بعض الاهتمام.
الصحافة الاستقصائية في العالم العربي تنتشر ببطء وتتمأسس خاصة في الدول التي تصنف مناطق صراع كسوريا، العراق، اليمن وليبيا. وهذا يمنحني أملاً وأجد فيه إلهاما بشكل لا يصدق.
ومع ذلك، هذا لا يعني أن الطريق للمضي نحو تطوير ثقافة صحافة الاستقصاء سهل في العالم العربي، لكن الشيء المهم هو ألا يندثر ما تم عمله لتأسيس الصحافة الاستقصائية في المنطقة، وأن ينمو، مع أن هناك عديد التحديات والعقبات التي تواجهها.
تحدثت خلال ملتقى أريج 2016 عن الأمثلة المختلفة لاتجاهات كتابة القصص الإخبارية، كيف يمكن أن يستفيد الصحافيون الاستقصائيون العرب من تطور أساليب كتابة القصص وسردها في تحقيقاتهم الاستقصائية؟
يمكن للصحفيين الاستقصائيين العرب أن يتعلموا الكثير من أساليب سرد القصة الجديدة في ظل تطور التكنولوجيا الرقمية. وهذا أمر مهم لإيصال الرسالة ومخرجات التحقيقات إلى العالم: في حال كانت هناك طرق قوية، واضحة، ومتقدمة لسرد القصة، ستصل إلى عدد أكبر من الجمهور المستهدف، وسيكون لها تأثير أقوى، ولا سيما عبر وسائل الإعلام الاجتماعية.
وليحدث هذا، يجب على الصحفيين الاستقصائيين العرب أن يتخلوا عن الطرق التقليدية والمتعبة في السرد القصصي، وأن يتقبلوا أفكارا جديدة نحو تبني أو حتى تطوير أساليب جديدة للسرد القصصي.
العديد من الصحفيين في العالم يسيرون في هذا الاتجاه، وفي اعتقادي سيكون مفيدا أن يسير الصحفيون العرب في المسار ذاته الذي يسير فيه صحفيون آخرون من مختلف أنحاء العالم، والتعلم منهم، على أمل أن يأتي يوم ما يتعلم فيه الصحفيون من أنحاء العالم طرق السرد الصحفي من الصحفيين العرب.
نصائح وأدوات تساعد الصحافيين للتحول من الكتابة التقليدية إلى الكتابة للإنترنت؟
هناك العديد من الأدوات لتطوير مهارات السرد القصصي على الإنترنت، وليست محصورة في أداة محددة أفضل من أخرى. نصيحتي أن يبحث الصحفي عن أدوات على الإنترنت تناسب تحقيقه، ويعلم نفسه كيف يستفيد منها، كما يوجد الكثير من ملفات الفيديو على يوتيوب والأدوات المفيدة جداً التي تساعد على التعلم الذاتي.
ما هي أهمية عرض البيانات بشكل بصري على المنصات الإعلامية المختلفة؟
المرئيات البصرية باتت كل شيء هذه الأيام، الجمهور المستهدف من أي مادة، لم يعد يملك الوقت الكافي وأصبح ينجذب إلى الجماليات. قد يكون تحقيقك قويا مع محتوى ونتائج مهمة، إلا أنها قد تفقد تأثيرها إذا لم يتم توصيلها بشكل جيد أو لم تكن مقنعة بصريا.
استخدام البصريات خاصة مع التحقيقات التي تعتمد على الكثير من البيانات، يمكن أن يكون مفيدا جداً ويساعد جمهورك على أن يفهم تحقيقك بشكل أفضل.
كلمة أخيرة للصحافيين العرب والمؤسسات العربية الناشطة في مجال الصحافة الاستقصائية؟
من فضلكم لا تستسلموا. العمل الذي تقومون به ملهم. وكأكاديميين وكمدربين سنعمل كل ما بوسعنا لدعمكم. لديكم طاقة للتغيير، استخدموها بحكمة وبشكل جيد!