عاصم هاشم
مأساة ليست الاولى ولا الأخيرة تحدث في المستشفيات الحكومية والخاصة معا بحق المواطنين المرضى الذين يأتون اليها مشياً على الاقدام لمداواة أسقامهم على أيدي ملائكة الرحمة لكي يعودوا الى ديارهم اصحاء بإذن الله، لكن مجرد ولوجهم كمرضى لبوابة المستشفى يشعرون انهم ربما لن يعودوا مرة أخرى الى ديارهم إلاّ محمولين على الاكتاف حتى لو كان مرضهم نزلة برد.!
اخطاء طبية كارثية تُرتكب بحق المرضى تتسبب بوفاة المريض رغم بساطة المرض الذي يعانيه وإن لم يمت فقد تسبب له عاهة مستديمة الى ان يتوفاه الله، وكل هذا نتيجة الاهمال واللامبالاة من الاطباء وغياب الجهات الرقابية على تلك المرافق الصحية وعدم فرض مبدأ الثواب والعقاب على كل من يرتكب خطأ طبياً بحق المرضى.
يكاد الجانب الانساني ينعدم تماما من بعض الاطباء مقابل الجانب المادي اذ لا يفكرون بحياة المرضى وكيف يمكن معالجة اوجاعهم وتطبيب جراحهم بقدر ما يتعاملون معهم كسلع وتجارة بأرواح الناس بدون تعويل بمن سيحيا او يموت، وعادة ما يعزو الطبيب الذي ارتكب خطأ طبياً في مرضاه إلى قضاء الله وقدره، لكي يضع أسرة المريض المتوفي امام القدرة الالهية لمحو ما اقترفه من جرم ناتج عن غبائه وتقصيره في اداء واجبه تجاه المريض الواقع بين يديه، ولا اعتراض على قدر الله.
اليوم حدثت مأساة تقشعر لها الابدان في المستشفى الجمهوري بصنعاء وذلك بوفاة الطالب مجدي المحمودي البالغ من العمر 15 سنة وحيد والديه والذي اتى الى المستشفى بخير وبصحة ممتازه لكن كان فيه عيب خلقي فتحتان في سطح أنفه -كما هو موضح في الصورة- تسببا لمجدي بالاحراج أمام زملائه وجيرانه فقرر والداه عمل عملية تجميل لأنفه، وهي عملية بسيطة جدا، لكن إهمال المستشفيات الحكوميه وخاصة الجمهوري كان كبيراً مما ادى الى موت مجدي نتيجة الإهمال بعد خروجه من العملية بثلاثة أيام وقد اعترف المستشفى بالتقصير والإهمال، لكن من يحاسب مثل هكذا لا مبالاة بحياة البشر حتى لا تتكرر المآسي.؟!!
تقرير المستشفى يتضمن اعترافاً صريحاً بتقصيره واهماله لحالة مجدي بعد خروجه من العمليات والذي كان سبب مفارقته الحياة..فهل سنجد تجاوباً من وزارة الصحة العامة والسكان لمحاسبة هؤلاء وعدم تكرار العبث بأرواح الناس ليس فحسب في المستشفى الجمهوري بصنعاء بل في جميع مستشفيات الجمهورية لاسيما وان هناك قصصاً كثيرة تحدث يوميا يندى لها الجبين مماثلة لقصتنا هذه بل واشد منها..