علي مطهر العثربي
بأسى بالغ وحزن عميق تلقيت نبأ وفاة الأستاذ المناضل الكبير والوطني الغيور الأستاذ عبدالسلام حسين العنسي عضو مجلس الشورى – عضو اللجنة الدائمة للمؤتمر الشعبي العام ، هذا الهامة الوطنية والعلم البارز الذي كان واحداً من فرسان المؤتمر الشعبي العام الذين تركوا بصمات خالدة في سفر الوطن اليمني الكبير ، فقد عرفته دبلوماسياً محنكاً ورجل دولة من الأفذاذ ، كما عرفته ميثاقياً مناضلاً وتنظيمياً مخلصاً ، كان له دور بارز في البناء التنظيمي في المؤتمر الشعبي العام.
لقد خسر الوطن الواحد والموحد برحيله واحداً من رجاله الأوفياء الذين سخّروا جلّ حياتهم من أجل النضال الوطني الصادق والعمل السياسي المخلص سعياً لانتصار الإرادة الوطنية لشعبنا في الثورة والجمهورية والوحدة والحرية والديمقراطية، فقد كان من أوائل المشاركين في الإعداد والتهيئة لإيجاد تنظيم سياسي يعبّر عن إرادة كل أبناء شعبنا الأحرار وكل قواه الوطنية الحرة ، وكان من القياديين المؤسسين الذين أسهموا بجهد كبير في إعداد وإقرار الميثاق الوطني النظرية السياسية والمنهج الفكري والنظري للمؤتمر الشعبي العام تنظيم الوسطية والاعتدال، الذي أجمعت عليه كل القوى الوطنية على الساحة اليمنية، كما أسهم أستاذنا الراحل بجهد كبير من خلال المسؤوليات القيادية التي تحمّلها كعضو في اللجنة العامة في مسيرة التحديث والتطوير ، وكان لتلك الجهود المضنية أثرها البارز في تحديث وتطوير التكوينات القاعدية والقيادية للمؤتمر الشعبي العام ، ولهذا فإن رحيل الأستاذ المناضل الكبير عبدالسلام العنسي مثّل خسارة كبيرة للوطن وخسارة أكبر على المؤتمر الشعبي العام كونه واحداً من مفكريه المستنيرين وقياداته الفذة الذين عملوا بكل إخلاص وتفانٍ لتجسيد مبادئ الفكر الميثاقي الخالد في السلوك العملي ، فقد كان مدرسة تنظيمية أرست تقاليد العمل المؤسسي القائم على الولاء الوطني المقدس ، أسأل المولى -جلّت قدرته- أن يسكنه فسيح جناته، وأن يتغمده بواسع رحمته ومغفرته، وأن يلهم أهله وذويه وكل محبيه الصبر والسلوان إنه على كل شيء قدير ،،إنّا لله وإنّا إليه راجِعون..
