نشوان زيد علي عنتر
قد يرى القارىء في هذا العنوان تكراراً مملاً لموضوع لم يعد مجديا الحديث عنه لغياب البدائل والحلول المبتكرة بشأنه ألا وهو البن اليمني وانقاذه من الاندثار ، لكنه اغفل نقطة غاية في الأهمية أن الاول اضحى المقياس الفعلي لمدى ولاء اليمنيين لوطنهم أم لا ، فعندما تزدهر زراعتها و انتاجها يزداد تمسكهم بالوطن اكثر والعكس صحيح، وقد توصلت الى هذه الحقيقة المفاجئة بعد دراستي المستفيضة لتاريخ تلك النبتة المكيفة و مشروبها المنعش في الصباح الباكر لكل شعوب العالم و اكتشافي انه صناعة يمنية بامتياز، فلقد كان ظهورها الأول في اليمن على يد راعي غنم يدعى كالدي في القرن الثاني قبل الميلاد ونقلوه الى اريتريا و اثيوبيا في القرن الاول الميلادي ومعظم سكانها من اليمنيين القدماء، ثم تحول الى مشروب ساخن على يد متصوف يمني ومخترع القهوة الحالي ابوبكر العيدروس القاطن في المخا اليمنية وعاصمة انتاجه لقرون خلت منذ عام 1364م، كما ان اليمن هو البلد العربي الوحيد المنتج للبن، بل ان الاراضي السعودية المنتجة له كعسير ونجران وجيزان هي أراض يمنية صميمة وجزء لا يتجزأ من ترابنا الوطني الحالي ، وإذا كان انتاجه الكثير مربح فإن انتاجه القليل مربح أيضا على هيئة سلعة مصنعة أو مادة خام ، فلقد بلغ انتاجنا المحلي منها خلال القرن الثامن عشر الميلادي حوالي مليوني طن بقيمة 200مليار دولار انذاك ، ورغم انخفاضه عام 2012م الى 69 الف طن إلا أن عائداته تفوق ايرادات النفط والتحويلات والسياحة معا بحوالي 10 مليارات دولار ، ومن افضالها علينا نحن اليمنيين امتلاكنا ماركة عالمية مسجلة في انتاج البن تنافس نظيرتيها النسكافيه و النستلة السويسريتين الى يومنا هذا ألا وهي ماركة (موكا) نسبة الى ميناء تصديره المخا قبل تعرضه للاهمال الرسمي منذ عام 1993م ، ورغم كل ما سبق قضى اليمنيون للأسف عليها من أجل نبتة عديمة الفائدة اسمها القات دون أن يعرف السبب..