محمد صالح حاتم
ايامٍ قلائل تفصلنا عن الذكرى الـ31 لأحداث يناير المشؤوم، تلك المجزرة التي وقعت في 13يناير 1986م والتي قتل فيها الآلاف من ابناء الجنوب الابرياء، سقطوا جراء الخلافات السياسية، والتنازع على السلطة ،وتنفيذ الأجندة الخارجية.
وقد سقط العديد من الرموز الوطنية ،الذين كانوا يحملون مشروع اعادة الوحدة ،ومنهم المناظل الكبير علي عنتر، الذي كان يحلم بإعادة تحقيق الوحدة الوطنية.
و المناضل علي شايع هادي ، الذي كان دائماً يدعو الى وحدة الشعب اليمني شماله والجنوب ، وكان ضد مشروع الارتهان والعمالة للخارج، وهو صاحب البيت الشعري الشهير الذي يعتبر جزءاً من زامل كما ذكره الاستاذ القدير احمد الحبيشي.
حيث يقول شايع (ياعميلاً لفيصل وحكام الامارات ويلكم ويل يلي تعبدون الدولارات )
وللأسف أن من أبناء هذا البطل من ينفذ مخطط الانفصال بتوجيه من الإمارات وهو شلال شايع مدير أمن محافظة عدن.
فهذا البطل وغيره من ابناء الجنوب ضحوا بأرواحهم من أجل اليمن الواحد.
واليوم وفي ظل العدوان الغاشم الذي تقوده مملكة الشر السعودي على بلادنا منذ مايقرب العامين ، يأتي من يتكلم باسم ابناء الجنوب، ويطالب بفك الارتباط، والبعض حق تقرير المصير، والآخر استعادة دولة الجنوب العربي.
وقدكانت البداية التآمرية على الوحدة في صيف 94 وكانت بدعم خليجي وخاصةً السعودية والامارات ،وبعد أن فشل مخططهم آنذاك ،استغلوا الاوضاع الاقتصادية التي كانت تمر بها اليمن، فعملوا على تشكيل الحراك الجنوبي، هذا المشروع الذي كان بداياته مطالب حقوقية، مالبثت أن تحولت إلى مطالب انفصالية.
وكل هذا كان بدعم وتوجيهات خارجية، وخاصة من قبل السعودية والامارات ، عبر عملائها في اليمن، وهم البيض والعطاس ونعمان وهم الذين فروا بعد فشل المخطط في 94م، وباعوم والنوبة، ومحمد علي احمد الذي يتزعم مؤتمر ابناء الجنوب.. وغيرهم الكثير.
وكل هؤلاء يتكلمون باسم ابناء الجنوب ، ويريدون العودة الى ماقبل 22 مايو 90م .
وهم يقبعون في فنادق العدوان في الرياض ودبي،لا يعلمون ما يعانيه ابناء المحافظات الجنوبية هذة الايام من ويلات الاحتلال الاماراتي والسعودي، وسيطرة القاعدة وداعش على اغلب المناطق، فلا يوجد أمن ولا أمان ولا خدمات ،فالاغتيالات يومياً، والتفجيرات عبر العبوات المفخخة والأحزمة الناسفة، يسقط جراءها المئات من ابناء الجنوب الابرياء، فاين انتم من هذا كله.
فالوحدة مصيرنا وقدرنا لقد ضحينا من أجلها بالمئات من المناضلين من ابناء الشمال والجنوب ،فلا حياة ولا عيش لنا إلا بالوحدة .
اين ستذهبون بدماء الابطال من الجنوب الذين ناضلوا من اجل تحقيق الوحدة،ومنهم على سبيل الذكر لاالحصر، البطل الكبير اللواء سالم علي قطن قائد المنطقة الرابعة، الذي ناضل من اجل تحقيق الوحدة، وقدم حياته فداء لها فسقط شهيدا على ايدي الغدر والعمالة المسماة القاعدة.
وكذلك البطل الكبير العميد سالم عوض الزامكي الذي اغتالته القاعدة وهو متوجه الى المسجد لأداء صلاة الجمعة وغيرهم الكثير الكثير، فإن دماءهم التي قدموها من أجل الوحدة لن تذهب هدراً، وإنه لا بقاء لنا إلاّ بالوحدة وهي مصيرنا وقدرنا، وسندافع عنها بكل ما اوتينا من قوة، وسيفشل مشروع الانفصال، بوعي وتضحيات الشرفاء من ابناء الجنوب الاحرار وكذلك بتضحيات الجيش واللجان الشعبية وعاشت اليمن، وعاشت الوحدة، والخزي والعار للخونة والعملاء..