يوم طف مران/ صعدة كان يوما مشهوداً فيه ابيضت وجوه واسودت فيه وجوه كثر، ملائكة الرحمن من علياها نزلت تشهد عليه وله ، فعلا كان يوما صنعه دم أولياء الله على طف مران ، لوحظ بياضه المشهود، لأن انبلاجته كانت في زمنا حالك السواد والظلم ، وياله من يوم حتما باهت به ملائكة الرحمن أهل بدر وطف كربلاء ، حتى قيل أن الدنيا لن ترى بعدة يوما خيرا منه إلا يوم تحرير القدس .
يوم طف مران في التقاليد الجهادية للمسيرة القرآنية تحددت المقاييس الثورية لتمييز بين أولياء الله وأولياء الطاغوت ، ومع أنه كان يوما حامي غبارة ، مع ذلك سمعت أصوات النصرة القادمة من عدن /أبين جنوبا، أصوات أخذت تتصاعد رغم كل صنوف عنف وقهر سلطة الطاغوت ، ومشكلة تيار لمظلومية جمعها عنف الحرب و التكفير، ثقافة الحمران (جمع احمر ) لم تستوعب ذلك التعاطف الوجداني المتنامي بين الحراك الجنوبي وأنصار الله، لأنهم (حمران)و (عكفه) بهرجة وصولجان السلطة أنساهم أنه ذات يوم صوت واحد فقط خرج من أقصى شمال مران / صعدة يرفض حرب و تكفير الجنوب صيف 94، ابعد من ذلك في مجلس نوابهم عندما خرج سفيه هاتفا :- الجنوبيين يحبون الأبناء الغير شرعيين ..حينها عز الرجال لم يسمع سوى صوتان الحاج صالح باقيس وصاحب طف مران يرفضون ذلك القبح والطعن بالأنساب .
انتصار الدم المسفوك ظلما في المناطق الوسطى والجنوب وصعدة في ثورة 21 سبتمبر 2014 استبشر بها كل المستضعفين والمحرومين، قبلها مثل دخول الثوار إلى المركز المقدس لأمراء الحرب و التكفير وتحديدا بتاريخ 7/7/2014 رسالة استوعبها الجنوبيين الأحرار، ما حصل من تطورات متسارعة بعد ذلك أن نظام الوصاية السعودية الأمريكية بعد سقوط أدواته القبيلة العسكرية الدينية بصنعاء شمالا بفعل ثورة21 سبتمبر بكل قوته تتمرس جنوبا، ثم جاءت عجالة العدوان السعودي الأمريكي ، التي علينا عدم استغلالها لتبرير وجود تجاوزات ارتكبها نفر من المحايدين .
يوم طف مران، سوء التقدير وافتقار الخبرات لمن تولى القيادة جنوبا دفعنا ثمنه شهداء من خيرة أبناء المسيرة القرآنية، كما ساهم السلوك الغير سوي لذلك النفر إلى تدمير ما تبقى من شعور وحدوي في الوعي الجمعي الجنوبي، حالة لها شبيها في كل الثورات الكبرى ،وهي حاله ليست بعيدة عن يوم (أحد)حيث الجحافل لم تر حينها غير الفيد والغنيمة وخالفت توجيهات القيادة، حيث أن توجيهات قائد الثورة وخطابه العلني :- سلموا الجنوب للجنوبيين ..خطأ وكلنا خطاؤن ،ولأن ثورتنا مستمرة سنواصل المشوار والمسيرة لبناء يمن ديمقراطي موحد حر ،و مستقل ومن قرح يقرح من بعران الخليج وأسيادهم ومنافقيهم المحليين .
حسين زيد بن يحيى: الجنوب للجنوبيين
التصنيفات: أقــلام