ولا بواكي للجندي اليمني، في أي صف كان..
على أن من في صف هادي والشرعية من الجنود هم الأكثر غبناً ومظلومية، فهم إن لم يُقتلوا في المعارك مع الطرف الآخر، قُتِلُوا بالنيران “الصديقة” (وضحايا هذه النيران صاروا بالمئات)..وإن أخطأتهم طائرات “السعودية” الصديقة لم تخطئهم مفخخات “القاعدة”..وإن نجوا من القاعدة استدركتهم متفجرات “داعش”!
٤٩ قتيلا اليوم من الجنود في خور مكسر، ومعهم عشرات الجرحى، بعد أيام قليلة على عملية مماثلة في نفس المدينة.
يوظف هادي والسعودية والإمارات الجماعات المتطرفة بمختلف أطيافها في معركتهم الجارية في (وعلى) اليمن، حتى أن عدداً من أبرز حلفاء وموظفي هادي والسعودية في المعركة مدرجين رسميا في قوائم الإرهاب الدولية (وآخرهم حسن أبكر)، ومع ذلك فإن هذا المعسكر لا يحصل بالمقابل على الولاء الكامل من هذه الجماعات، وإلا ماذا تعني هذه العمليات الفظيعة ضد جنود “الشرعية”؟!
صحيح أن سيطرة معسكر الشرعية والسعودية لا تشمل كل جماعات الإرهاب، إلا أن الإرهاب كالنار، ما إن تبدأ باللعب بها حتى تكون عرضة لشررها بطريقة أو بأخرى.
والأكثر فداحة أن توظيف الإرهاب في المكانٍ الذي تريد يُخٓصِّبه بالضرورة في المكان الذي لا تريد.
تركيا أحدث نموذج في هذا السياق، عشرات آلاف المتطرفين تدربوا في أراضيها وانطلقوا، برعايتها للقتال في سوريا، ومنذ ذلك الحين، وخصوصا في الأيام الأخيرة، باتت العمليات الانتحارية في تركيا تشكل خبراً شبه يومي.
ويبقى السؤال: ما مصلحة داعش في العمليات الدموية التي تنفذها في عدن؟!
لا أعتقد أن الأمر يتعلق بـ “المصلحة”؛ من الواضح أن الجماعات الإرهابية تبحث عن الأهداف السهلة، ولا أسهل هذه الأيام من “عدن”.
هو إرهاب العجز وانعدام الإخلاق، واستغلال الظروف ورداءة الوضع (الناتج عن رداءة السياسيين).
رحم الله الجنود الضحايا