لاوند ميركو: سيخسر الجميع وينتصر اليمن

إن التحولات الجارية في مطلع القرن الواحد والعشرون على مستوى المنطقة العربية وساحة الشرق الأوسط عموما وانفجار المجتمعات الممتدة من شمال افريقيا وصولا إلى غرب آسيا مرورا بالخليج العربي واليمن على وجه الخصوص ونشوب الصراعات والتناحرات بمختلف مسمياتها عرقية أو طبقية أو مذهبية ناتجة عن تراكمات الذهنيات الدكتاتورية والإقصائية والشوفينية القومية على حساب الانتماء الوطني والتعايش المشترك بين مختلف مكونات المنطقة الأصلية منها والوافدة على مر العصور الغابرة من هجرات وفتوحات تؤكد أن الحقائق التاريخية التي تتعرض لأعتى حملات التشويه والتنكيل والإبادة ستنتصر في نهاية المطاف وتعلن عن ولاداتها الجديدة التي ستكون المرشح الأقوى والأوفر حظا لريادة مجتمعاتها المثخنة بجراح التحول الرأسمالي والخرافة والدولتية الزائلة على حد سواء.
ما يحصل في اليمن ليس منفصلا عما يحصل في المنطقة عموما بل على العكس من ذلك إذ يدل تهميش القضية اليمنية وصرفها عن الأضواء بشكل متعمد أن حل العقدة الشرق أوسطية يكون هناك وهي عملية طردية إذ لا يمكن حل أي من القضايا العالقة بدون وضع حلول جذرية للأزمة اليمنية التي هي موطن العرب العاربة الأصلي صاحبة الكتابة والقراءة الأولى في الجزيرة العربية ( اللغة الحميرية ) صاحبة الحضارة الوحيدة قبل الاسلام صاحبة الرياضيات وعلم الفلك والأقنية والسدود والصيد البحري والأساطيل أي بالمختصر تواجد كل مقومات الحضارة والثقافة على أرض اليمن المبارك قرآنيا .ومن غير المعقول تقزيم الأزمة اليمنية بمجرد صراع نفوذ سني وشيعي أو صراع من أجل السلطة ما يحصل في اليمن أعمق من أن يكون بهذه القراءات السطحية فقط.
لقد كان اليمن وعلى مر التاريخ رائدا في التواجد القومي العربي وكان رائدا في التواجد الديني ورائدا في مجال التحرر الاشتراكي أي أن اليمن قد أثبت تاريخيا قدرته على التأقلم مع جميع السياسات التي سادت في المنطقة وذلك لامتلاكه ناصية الفكر والحضارة المعتمدة عل انسانية الانسان لا على هويته أو انتمائه أي أنه يمتلك الكلياتيه الفكرية الشاملة لهذا يتأقلم سريعا مع الجزئيات والثانويات ومن الإجحاف بمكان إنكار هذا الدور الذي لعبه اليمن وهو لا يستحق منا المعاملة التي لاقاها سواء من القومية العربية حيث أن اليمن كان يتيمة هذا الفكر عمليا وسبية للفكر المتأسلم من جهة أخرى والضحية الأسهل لسياسات التوافق والتوازن الإقليمي إذا اليمن لابد وأن ينهض وينتصر لأنه يملك الخزان الحضاري والإنساني لشبه الجزيرة العربية والمنطقة عموما.
إن خلق المبررات والشماعات لقتل اليمن وتدميره ليس من أجل النفوذ الإيراني أو محاربة القاعدة أو محاربة الدكتاتورية هذه حجج مستهلكه تأتي فقط من أجل تدمير اليمن وهي مسببات مصطنعة جملة وتفصيلا فهم يعلمون أن اليمن قادر على النهوض سريعا ولعب دوره في الثقافة الإنسانية حينها سيخسر الجميع وينتصر اليمن فيقومون بخلق الذرائع لتبرير همجية الجينو سايد الفكري على اليمن ويضعون المزيد من الأحداث الجوفاء لصرف النظر عن حقيقة هذا الشعب وهذا الوطن.
سياسيا يعتبر الحل الفدرالي بأقاليمه السته هو الحل الأمثل لإدارات ذاتية مناطقية تحفظ هوية المكونات واراداتهم وكرامتهم في العيش المشترك وهو لن يكون في صالح أمراء الحروب ومستغلي الشعوب وثروات الوطن لهذا سيرفضوه ويحاربوه ويضعوا العراقيل دائما أمام هكذا حلول علمانية ديمقراطية تحفظ حرية الوطن والمواطن في إطار سياسي عصراني.
سيشهد هذا القرن ليس من باب التنبؤ إنما هي جدلية فكرية فلسفيه ومعادلة علمية تؤكد أن نهوض اليمن يعني انحسار دور الدول الاقليمية المصطنعة في المنطقة ويؤهل اليمن واليمنيين لطليعة وريادة المنطقة العربية أكثر من أي دولة أخرى في آسيا العربية.
*كاتب كردي