نعم أرفضها جملة وتفصيلاً ولا يقبل بها إلا الهزيل الخانع الذي ألف الارتهان وسلم عقله لغيره فليس لديه طموح بناء الدولة اليمنية الواحدة والقادرة والمقتدرة والفاعلة في العلاقات الدولية التي تنحت اسم شعبها في صميم الصخر العالمي.
كما أن من يقبلون بالكنتونات الانفرادية لم يقرأوا تاريخ اليمن العريق الذي لم يعرف القوة والوصول إلى الدولة الإمبراطورية إلا في ظل وحدة الأرض والدولة والإنسان في عهد الإمبراطوريات اليمنية المعينية والسبئية والحميرية وفي الدولة اليمنية الرابعة التي ولدت في ٢٢مايو عام ١٩٩٠م ، وهؤلاء ليسوا أكثر من أداة ينفذون إرادة أسيادهم الذين اشتروا حريتهم بثمن بخس.
لقد كتبت في صحيفة “الجمهورية” سلسلة مقالات في عمودي المشهور ( بوصلة ) فندت المشروع الأممي(الأقلمة والفدرلة) الذي صفق له البعض بحسن نية وعدم الفهم وصفق له البعض الأخر بخبث وسوء نية وبدفع خارجي ، وواجهت الهجوم الشرس الذي قاده ضدي عدد من الكتاب في نفس الصحيفة ولم أكن أرغب في الدخول معهم في مهاترات لا تخدم الوطن وتركت الرد للزمن على تلك الزلات التي أسأت الظن وحرضت بغرور فاجر.
أما وقد اتضحت مخاوفي الموضوعية وأخطار التقسيم فإنني أنصح كل وطني غيور على وحدة التراب اليمني أن يراجع مواقفه من جديد ليدرك أن الكنتونات التي حاولت أدوات الاستعمار التصفيق لها قد ظهر جلية من خلال ما يقوم به البعض من بيع لأجزاء من تراب اليمن الواحد والموحد، علماً بأن أولئك النفر لايملكون أية صفة شرعية للحديث عن اليمن أو أجزء منه ، ناهيك عن أنهم لا يملكون منح من لا يستحق أي شبر من الارض اليمنية .
أن الحرية والكرامة تكمن في وحدة الأرض والدولة اليمنية ، ومن يعتقد غير ذلك فهو إما واهم وإما عميل يبع العرض قبل الأرض، ونحن على يقين بالله أن الأرض اليمنية من قلب المحيط الهندي مرور بحضرموت المجد وكل المكونات الجغرافية والبشرية للجمهورية اليمنية لن تلد إلا أحراراً وحدويين يعشقون التراب اليمني المقدس الواحد والموحد ويسعون لاستكمال الدولة اليمنية الرابعة ، ولن يقبلون إلا بقوة الإرادة اليمنية الواحدة ، ومن أجل ذلك فلن تفت في عضد الأحرار الأيادي الغادرة والماكرة ولا بائعي الضمير لأنهم لا يمثلون إلا أنفسهم الأمارة بالسوء.
النصر لليمن الواحد والموحد بإذن الله .
د.علي مطهر العثربي : لهذا السبب رفضنا الفدرالية السياسية المقيتة
التصنيفات: أقــلام