تعني استعادة سيطرة الجيش العربي السوري على مدينة حلب نكسة كبيرة للمشاريع الاستعمارية والصهيونية التي سعت إلى تمزيق سوريا وانهاء الدولة السورية الموحدة والتي كان آخرها الاقتراح الذي أعلنه في الأسابيع الماضية مبعوث الأمم المتحدة دي مستورا بتقسيم حلب إلى غربية وشرقية وابقاء الجماعات المسلحة في حلب الشرقية مع منحها حكما ذاتيا.
كان اردوغان في ذروة جنون العظمة يعد الأيام والساعات ليصلي في الجامع الأموي في حلب معلنا بذلك ضم حلب إلى تركيا اشباعا لمطامعة الشوفينية هو وأمثالة من بعض الأتراك ولكنه خضع لأوامر الوقائع على الأرض فسعى بالتنسيق مع روسيا للخروج بأقل الخسائر ولو لم يكن ما حافظ عليه يقتصر على سحب الجماعات الخاضعة مباشرة للمخابرات التركية كجماعة نور الدين زنكي إلى أماكن قد تستخدم فيها لمحاربة الأكراد .
كان الكيان الصهيوني بدوره يخطط للتعامل مع الكيانات والدويلات المنتظر قيامها على الأراضي السورية فأخذ يقدم الدعم للجماعات الإرهابية وينسق معها بعض الأعمال القتالية ويستقبل عناصر تقدم نفسها على أنها قيادات سورية معارضة لتدعو عبر وسائل الاعلام الصهيونية إلى إقامة علاقات أخوة وتعاون بين المعارضة السورية وسوريا الجديدة وبين الكيان الصهيوني أما بعد انهيار الجماعات المسلحة في حلب وقد أخذ المحللون الأمنيون والعسكريون الصهاينة يناقشون علنا إخفاق جهاز الموساد في تقدير قدرة النظام السوري على الصمود لأن الجهاز كان قد توقع له سقوطا سريعا ورغم هذا فقادة الكيان الصهيوني يشعرون بالحزن بسبب انتصار الجيش العربي السوري في حلب ولأول مرة تقريبا تجمعهم وحدة المشاعر مع قادة حركة حماس الفلسطينية .
اما أمير قطر فلم يحتمل انهيار خطط امارته لتقسيم سوريا لهذا أعلن إلغاء الاحتفالات باليوم الوطني . ربما كان هذا الأمير الأرعن يحلم قبل سقوط مرسي في مصر، وأثناء ما كانت الغلبة لجماعته في ليبيا أن تنهار سوريا أيضا ويكون بإمكانه حمل لقب نابليون بن حمد بونابرت امبراطور قطر ومصر وليبيا وسوريا وبعض أجزاء من مأرب والجوف .
كل من يسعى إلى تفتيت أي بلد عربي مهما كان نظام الحكم فيه فإنه يخدم الأغراض الصهيونية والاستعمارية ولهذا فحداد أمير قطر هو لوفاة احد اهم تلك الأغراض.