كل صباح هو مشروع ابتهاج ومشروع ألم في ذات الوقت.
يطغى الألم دوماً ويتلاشى الآخر في سواد الأسى ذي الحضور الطاغي في هذه الجغرافيا الملغومة..
الحب لا مكان له في هذه المتلازمة المقيتة، ويحل محله شوق عميق لا سبيل إلى وصفه أشبه بنزع النفس.. ربما هو شوق وتوق في آن واحد لحياة لا تنتمي إلى هذا الوجود، وحب لا ينتمي بصلة إلى هذا العالم المبتذل.
متى سنلتقي بذواتنا تلك المصنوعة من ضياء الفجر، ومن عبق نيسان.. مغيبون نحن يا صديقي في متاهة هذه الحياة كما لم نُخلق وكما لم نكن من قبل.
إنها الحلقة المُفرغة التي ندور في فلكها دون إدراك.
محشووّن بالفراغ وكلام مبتذل نلوكه في هذا الصباح على نحو رخيص.
ربما هي الآلام نهرقها من أرواحنا دونما وعي أو شعور.. ضجيج النهار يستحيل إلى حشرجة ألم عند هبوط الليل، تخرج فيها الروح ألف مرة لتعود في الصباح القادم.
إننا لا نعلم حتى مَنْ نكون!! وجودنا المُلغّز في هذه الحياة يقودنا نحو مجهول سحيق ولو أدعيّنا المعرفة المزعومة في مآله.
نهرول نحو المجهول بفظاعة الفجيعة كل يوم، ومع تعاقب الزمن.. فقط..
وهذا كل ما يحدث..
مبارك الباشا