التفجيرالذي أودى بحياة العشرات من الجنود الذين ذهبوا لاستلام رواتبهم – وقيل ذهبوا لاستلام أرقام عسكرية – من معسكر الصولبان تتحمل مسؤوليته الجهة المعنية بحماية المعسكر وصرف الرواتب ،أو الأرقام .. في رواية اخرى .. لكن في أول رد فعل للمنطقة الرابعة أكدت أنّها لم تستدع جنوداً لاستلام رواتب أوغبرها ..
علماً أن هذا التفجير يُعد السابع في عدن خلال الشهور الستة الماضية .. ويصعب إحصاء العدد في غيرها … ومع كل ذلك فلم يتم وضع أي معالجات.
إنّ تحويل التفجيرات إلى خصومة سياسية يتم إلقاء التبعة فيها على
جهة أوخصوم محددين فيه من الخفة والاستسهال الشئ الكثير… حتى لو وجدت بعض الجهات المستفيدة منها … لأنّ رمي التهم سريعاً سيحولها إلى وسيلة مهدئة بعد كل تفجير.. إن لم تكن قد تحولت بالفعل .
لا يُعقل أنّ جهة ما…لها مآرب سياسية،قادرة على إقناع أشخاص بتفجيرأنفسهم ،مالم تتوفر لديهم القناعة المسبقة بذلك .. وأنّ ثمة حياة أخرى تنتظرهم أفضل من هذه وأبقى ..
هذه التفجيرات لها بُعد ديني يُكفر مُرتكبوها الجنود وأي سلطة لاتتبعهم تتولاها جماعات من مصلحتها تأجيج البُعد الطائفي لينقلوا معاركهم من مكان إلى آخر .. ولا يعني هذا أنهم قد لايستفيدون من تسهيلات توفرها لهم جهات أو دول لها مآرب ومطامع سياسية …
قبل بدء هذه الحرب الملعونة بعامين تقريباً كان الإرهابيون في الجنوب يذبحون الجنود بحسب البطاقة الشخصية بعد إنزالهم من الباصات والناقلات ؛ فمن وجدوه من عمران أو صعدة أوذمار يتم ذبحه نحراً .. وإخلاء سبيل العساكر إذا ماكانوا من أبين أو شبوة أو عدن أوأي محافظة جنوبية (بإمكانكم الرجوع للتقارير والصور المنشورة خلال تلك الفترة ) ..
وأتضح لاحقاً الهدف من تلك المذابح من خلال تكريس وجود”دواعش” في المحافظات الجنوبية عند أبناء المناطق المستهدفة بالذبح … حتى صارت أشبه بصورة نمطية في آذهانهم …ومنذ عام ونيف تبدل الوضع وصار التركيز على الجنود من أبناء الجنوب ، ربما لإقناعهم بخوض معركتهم القادمة في مكان ما … لا أريد التكهن به ، وستكشفه قادمات الأيام .
الحاضنة الدينية للإرهاب هي من تُحرض وتدفع بالشباب لارتكاب مثل هذه المجازر عن حُب واقتناع وشوق لما ينتظرهم من نعيم مُّقِيم ..
وفِي ذلك لن يعدموا دولة ما أو جهة معينة تقدم لهم الدعم المادي واللوجستي .. وتتخذ منهم جُندها المنصورين الذين لا يحتاجون جزاءاً ولا شُكورا ..
ولكن قبل التفتيش عن الجهات والدول المحرضة ينبغي تجفيف منابع الإرهاب وعدم الاستعانة بقادته ومشائخه..
هناك من يطلق مصطلح “الإرهاب”على هؤلاء بغرض ذمهم واستقباح فعلهم ، غير أنّ المقصودين به يحتفون بالوصف ويعتبرونه ثناء إلهياً عليـهم .. لأنهم بمثل هذه التفجيرات يرهبون عدو الله وعدوهم..