إن العودة إلى سلطة الشعب ممثلة بمجلس النواب والالتزام بالدستور والقانون هو البداية العملية للسير في الاتجاه الصحيح لاستكمال مسار بناء دولة النظام والقانون وفق الأُطر التي نص عليها الدستور النافذ التي حاولت التكتلات الشيطانية في ٢٠١١م الانقلاب عليه وجر البلاد إلى الفوضى التدميرية خدمة لأعداء اليمن ، وهو ما كنّا قد حذرنا منه في حينه ، وكان الخيرون من أبناء اليمن الذين لم يسلموا عقولهم للغير قد رفضوا تلك الفوضى المستجلبة من خارج اليمن ، وحذروا من مغبة الانجرار خلف الدعوات الشيطانية وأصرينا جميعاً على أن الشرعية هي شرعية السلطات القائمة التي نالت ثقة الشعب في الانتخابات المحلية والرئاسية في ٢٠٠٦م ، ورغم الغدر والخيانة التي حدثت والتمرد على الدستور والقانون التي أوصلت البلاد إلى ما هو عليه اليوم من الخراب والدمار واستجلاب العدوان البربري الغادر والفاجر ، إلا أن الشعب العملاق صمد وواجه العدوان ببسالة أذهلت العالم ، وظل الخيرون الحريصون على قدسية التراب اليمني على تراب اليمن في صمود أسطوري سيدونه المؤرخون بكل فخر ، وتشابكت أياد النبلاء من كل أرجاء اليمن وأفشلت كل مشاريع الاستعباد والإذلال التي خطط لها أعداء اليمن مستغلين أؤلك الذين باعوا ضمائره للشيطان من أجل حفنة من المال المدنس ، وأمام الصمود التاريخي للخيرين من أبناء اليمن الأحرار انكسر العدوان أمام إرادة الشعب الرافض للتدخل في شؤونه الداخلية ، وفر المرتزقة وبقي تحالف العدوان يستغل ما عرف بشرعية هادي المنتهية في ٢٠١٤م من أجل تدمير الكتلة البشرية في يمن الإيمان والحكمة دون رادع من ضمير أو قانون دولي يحمي سيادة الدول الأعضاء في هيئة الامم المتحدة بسبب شراء الذمم من دول النفط التي تكبرت على الله ثم على الشعب اليمني ،
ورغم رهانات تحالف العدوان على إحداث تفكيك الجبهة الداخلية إلا أن الحكمة والإيمان اليماني قد فوت على الإعداء كل رهانتهم ، وتمكن الشعب من العودة التدريجية لشرعيته ممثلة بمجلس نوابه ، وها هو اليوم يصنعون أعظم أنجاز لإرادة الشعب اليمني الواحد والموحد والقادر والمقتدر من خلال منح ثقة السلطة التشريعية لحكومة الإنقاذ الوطني ، وهو ما سيجعل أحرار العالم يسألون الامم المتحدة ماذا بقي لمن يتشدقون بشرعية الفارين في فنادق الرياض؟ وهل حان الوقت لكي تعود الأمم المتحدة إلى حاضنتها الشرعية ممثلة بالميثاق الأممي وتقول لمن باعوا ضمائرهم لدول العدوان على اليمن كفى عبثاً بالمبادئ الإنسانية وضحكاً على العالم فالعدوان على اليمن من تحالف الشيطان سيظل عار في جبين الإنسانية لا يمحيه إلا الإنصاف والقصاص العادل .
لقد برهن اليمنيون الثابتون على تراب وطنهم المقدس اليمن أنهم هم أصحاب الشرعية ولا يجوز للأمم المتحدة التعامل مع غيرهم
وقد حان الوقت أن يدرك العالم بأسره أن اليمن أرضاً وإنساناً لا يمكن أن تقبل بأي دخيل أو عميل وأن الشعب لا يحمي بعد الله إلا أبناءه الشرفاء والنبلاء .
إن على مجلس الأمن أن يصدر قراراً بوقف العدوان الغادر ويلزم دول العدوان بكافة تبعات العدوان وإعادة إعمار اليمن ومنع التدخلات الإقليمية والدولية في الشأن الداخلي لليمن انطلاقاً من المبادئ التي نص عليها الميثاق الأممي ، لأن صبر اليمنيين قد طال ، وينبغي كف الأذى بشكل عاجل .
النصر لليمن الواحد والموحد بإذن الله.
د.علي العثربي: العودة إلى المؤسسات الدستورية
التصنيفات: أقــلام