يحاول الغرب جعل العلاقة بين إيران والعرب علاقة صراع أساسه المذهب وليس التمايز القومي بين أمتين يمكن أن يتم نظم العلاقة بينهما على أساس المصالح المشتركة والتنافس القومي بينهما …
كنت ولازلت مؤمنا بأنه لايوجد لإيران موضع قدم في اليمن كحضور نافذ عسكري وسياسي واقتصادي ، وأن تمدد إيران إلى جنوب الجزيرة العربية سيسهل من كسرها وهزيمتها ، وعودة السيطرة الغربية عليها ، وهو ما تريده الولايات المتحدة الأمريكية ، إلا أن إيران فيما يبدو قد استفادت مما حدث من استنزاف لمصر في اليمن ستينيات القرن العشرين ، مما ادى الى انهاك مصر اقتصاديا وسياسيا وعسكريا كللتها الرجعية العربية وإسرائيل وامريكا بحرب ما عرف بالأيام الستة٥ حزيران ١٩٦٧ م.لقد قلت في عام ٢٠١٣ م في حوار مع قناة الميادين بأن اليمن برا وبحرا وجوا النفوذ والسيطرفيها امريكية سعودية عبر العقود الماضية ،ولهذا فأن هذه الحرب التي تشن عليها منذ مايقارب السنتين لاعلاقة لها باستعادة الشرعية وإنما الهدف الحقيقي لها هو جعل اليمن جزرا متفرقة تقاتل بعضها بعضاعلى أسس ارادها الغرب وأدواته الخليجية أن تكون مذهبية طائفية جهوية !
هناك تفقير وتجهيل يزداد بوتيرة متصاعدة ،لا أستطيع القول بأنها هندسية لأننا أصبحنا في زمن سرعة المعلوماتية !
الغرب برأسماليته المتوحشة ،وتفرده بالملعب منذ منتصف الثمانينات ،وليس بداية التسعينات كعام لسقوط الاتحاد السوفيتي ،لكن قبلها كانت مقدمات الجلاس نست والبروسترويكا !
بل في الستينيات حين كانت زعامة استالين قد ولت في الخمسينيات ليكون خورشوف وبرجنيف مرحلة سقوط لها …ليأتي جورباتشوف كخاتمة للانحدار !هذا الغرب بنهجه لتعزيز مزيد من الفقر ومزيد من الجهل جعل العالم أرضية خصبة لمشاريعه !
حين سقط خصمه الاقتصادي والاجتماعي والسياسي اخترع خصما من صناعته ،واه وهش ،وكانت الأرضية التي هيأها خصبة بفقرها وجهلها وعبوديتها كنتيجة مباشرة لانتصاره !
كان تسويقهم لصراع الثقافات والحضارات ،وكانت مسيرة الصراع مع المذهبيات والطوائف والأعراق وكل الأساطير الأكثر تقزما !احترم إيران خاتمي أنها تنبهت لهذه المصيدة فطرحت حلا منقذا من مصيدتهم وهو “حوار الحضارات “الذي فكر فيه خاتمي كامتداد للمفكر علي شريعتي…
لهذا أصبحت إيران كما يسوق الغرب وانصار صراع الحضارات مجوسية فارسية رافضية شيعية !
حين نكون أمة عربية وأحدة بدولة عروبية لوطن عربي واحد ساعتها سنفرض على إيران علاقة شراكة ،دون ذلك نحن أقزام فقراء وجهلاء في خدمة المشروع الغربي !لهذا ينبغي ان تكون علاقتنا مع ايران علاقة توافقية لاصراعية مذهبية بل تنافس قومي بين امتين او كما يقول مصطفى الفقبه في مقال له بعنوان العقد التاريخية والسياسات الاقليمية ” لقد وقعنا في الفخ وابتلعنا الطُعم وتحدثنا طويلًا عن الخلاف المذهبي بين الشيعة والسنة بينما الأمر يحتاج إلى قراءة مختلفة فهو صراع قومي بين العرب والفرس وليس صراعًا دينيًا في المقام الأول، ويجب أن ندرك أن لدينا ملايين من الشيعة العرب الذين سبقت عروبتهم تشيعهم وسبق تشيعهم التشيع (الصفوي) في إيران بعدة قرون…”